أخبار

عناصر السلطة السورية يتعاطون المخدرات والحبوب خلال المعارك

خاص – تركيا

خلال معارك مدينة داريا بريف دمشق الغربي في العام 2016 كانت قوات السلطة السورية تقاتل بشراسة لدرجة أن عناصرها بدوا وكأنهم يندفعون نحو نقاط تمركز فصائل المعارضة السورية دون وعي.

وأثار الأمر حينها شكوكا كثيرة وخاصة أنه كلما تم قتل أحد من عناصر السلطة اندفع آخر إلى الموت دون مبالاة. و بحسب شهادات الكثير من مقاتلي المعارضة فإن عناصر السلطة كانوا يدوسون بأقدامهم على القتلى الذين يتساقطون أمامهم ويزجون أنفسهم بين النيران ليلقوا نفس المصير.

وللوقوف على الأمر أكثر تواصلت “أنا إنسان” مع مقاتلين سابقين في ريف دمشق قاتلوا قوات السلطة خلال محاولتها اقتحام مدنهم بين عامي 2012 و2018، وبدا لافتا أن الجميع اتفقوا على أن عناصر السلطة كانوا لا يأبهون لأرواحهم، ما يدل على تعاطيهم لمواد مخدرة مثل الحشيش والكبتاغون قبيل أي عملية اقتحام يقومون بها.

أشبه بالمجانين

يروي أحد المقاتلين السابقين في مدينة معضمية الشام التي شهدت معارك عنيفة خلال العام 2016 حينما سعت السلطة لفصلها عن جارتها داريا، إنهم وجدوا في حقائب وجيوب عناصر السلطة حبوبا مخدرة، يبدو أنها كانت تساعدهم على القتال دون خوف، لاسيما مع عناد الفصائل وإصرارهم على صد أي هجوم للسلطة وتكبيدها خسائر فادحة.

ويضيف: “منذ بداية الحملة على المعضمية نهاية العام 2012 ونحن نتفاجأ بتصرفات الجنود المقتحمين علينا.. التلفظ بالكفر والصياح كأنهم مجانين، ثم الهجوم في مواقع مكشوفة بينما كانت رشاشاتنا تحصدهم حصدا.. عرفنا بعد ذلك أنهم كانوا يتعاطون نوعا من المواد المخدرة وتدعى: كبتاغون”.

حبوب للشجاعة

لا يفترض أن يكون تعاطي عناصر السلطة للحشيش والمخدرات شاملا لجميع المعارك التي خاضوها في مواجهة الفصائل، فكانت هناك حالات حرجة كأن تتعرض مجموعة من العناصر للحصار في كمين محكم.

وفي أكثر الحالات التي كانوا يلجؤون فيها لتعاطي الحشيش والكبتاغون وربما النبيذ كانت خلال العمليات الهجومية التي يشنونها على الجيوب المحاصرة، لأن هذه العمليات كانت تجعلهم يرتعدون من الخوف وهم يشاهدون الموت الذي يلاحقهم في كل مكان، نتيجة تمركز الفصائل في أماكن حصينة ودفاعهم المستميت عن قراهم ومدنههم.

يروي مقاتل سابق من أحد الأحياء المطلة على العاصمة دمشق قصة تشبه إلى حد ما، مشاهد سينما حيث قال: “شنت الفصائل هجوما محكما بواسطة نفق تم حفره تحت نقاط تمركز قوات السلطة ، وتم حصار مجموعة تتجاوز ال 15 عنصرا للسلطة”.

ويضيف: “حاصرناهم أكثر من ثلاثة أيام.. اخترقنا شبكة اللاسلكي الخاصة بهم وسمعنا كل ما كانوا يقولونه.. كانوا يرتعدون من الخوف حيث أخبروا الضابط المسؤول عن العفاريت التي خرجت من تحت الأرض والتي تتجهز للانقضاض عليهم”.

و يتابع المقاتل بأن نهاية الحصار كانت في وصول نجدة لقوات السلطة تمكنت من نصب “شادر” طويل من فوق نقاط الفصائل، حيث سارع العناصر المحاصرون لاستعماله للوصول إلى رفاقهم على الطرف المقابل. لكن “كانت المفاجأة أنهم وخلال آخر مكالمة طلبوا حبوبا مخدرة لنسيان الألم والخوف وهو ما جعلهم يخرجون بأمان”.

شهادة من الطرف المقابل

ذكرت جريدة “عنب بلدي” في تقرير، أنها التقت عددا من العناصر المنشقة عن قوات السلطة والذين انضموا لفصائل المعارضة في مدينة داريا، حيث أكدوا تعاطي قوات السلطة للمواد المخدرة لكن ليس بشكل يعم الجميع. إذ أشاروا إلى أن مجموعات معينة فقط من العناصر هي من تتعاطى المواد المخدرة والمنشطات وليس الجميع.

وتحدث المقاتلون عن بعض المجموعات التي تتعاطى هذه المواد ” كنا نعلم أنهم يتعاطون مخدرات ويشربون مشروبات كحولية، ونشعر بذلك من عيونهم ووجوههم وتصرفاتهم، وأحيانًا كنا نجد بقايا ما يتعاطونه أو يتناولونه”.

شاهد: ازدياد نشاط ميليشيا حزب الله بتهريب وترويج المخدرات في سوريا


يشار إلى أن سوريا تحولت خلال السنوات التسع الفائتة إلى بلد مصنع ومصدر للمخدرات حول العالم، وذلك في زمن هيمنة آل الأسد على السلطة وإطلاقهم يد الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” في المنطقة، والذين جرّوا البلاد إلى الخراب والدمار والفلتان الأمني.

أخبار ذات صلة: حزب الله يروّج للمخدرات جنوبي سوريا ويصدرها إلى الأردن

ومع اشتداد العقوبات الأوروبية الأمريكية على السلطة السورية والميليشيات التابعة لها، والأزمة الاقتصادية التي باتت تعصف بهذه السلطة والتي خرجت الأمور عن سيطرتها، انتشرت بكثير ظاهرة التجارة بالمواد المخدرة، للبحث عن مصادر تمويل.

مع انغماس قوات السلطة السورية في المعارك ضد المسلحين المعارضين لها بعد انطلاق الثورة السورية، لجأت تلك القوات والميليشيات الموالية لها، إلى البحث عن مصدر تمويل مستدام، فوجدت من تجارة المخدرات ممول جيد ويضخ الأموال عليها.

 تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *