أخبار

في زمن آل الأسد وحزب الله.. سوريا باتت دولة مصنعة ومصدرة للمخدرات حول العالم

تحولت سوريا خلال السنوات التسع الفائتة إلى بلد مصنع ومصدر للمخدرات حول العالم، وذلك في زمن هيمنة آل الأسد على السلطة وإطلاقهم يد الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” في المنطقة، والذين جرّوا البلاد إلى الخراب والدمار والفلتان الأمني.

ومع اشتداد العقوبات الأوروبية الأمريكية على السلطة السورية والميليشيات التابعة لها، والأزمة الاقتصادية التي باتت تعصف بهذه السلطة والتي خرجت الأمور عن سيطرتها، انتشرت بكثير ظاهرة التجارة بالمواد المخدرة، للبحث عن مصادر تمويل.

كيف بدأ تصنيع المخدرات في سوريا

مع انغماس قوات السلطة السورية في المعارك ضد المسلحين المعارضين لها بعد انطلاق الثورة السورية، لجأت تلك القوات والميليشيات الموالية لها، إلى البحث عن مصدر تمويل مستدام، فوجدت من تجارة المخدرات ممول جيد ويضخ الأموال عليها.

وكانت صناعة “الكبتاغون” معروفة في لبنان حيث يصنعها أشخاص محسوبون على ميليشيا “حزب الله اللبناني”، ما سهل أمر إنتاجها في سوريا، وباتت هذه الصناعة مدرة لملايين الدولارات تحت إدارة شخصيات نافذة في حكومة السلطة.

أخبار ذات صلة: حزب الله يروّج للمخدرات جنوبي سوريا ويصدرها إلى الأردن

وحبوب “الكبتاغون”، هي الاسم التجاري للفينثيالين، الذي يعتبر من مشتقات مادة “الأمفيتامين” المخدرة والمنبهة للجهاز العصبي، أو ما يعرف محليا باسم “أبو هلالين” محليا.

شاهد: وثائقي “القبضة السرية”.. حزب الله وتجارة المخدرات

مصانع كثيرة لإنتاج المواد المخدرة

وفي هذا الشأن قال موقع “الحرة الأمريكي، إن تقارير كثيرة في العامين الماضيين، أثبتت مصدر الحبوب المخدرة بأنها من جانب السلطة السورية و”حزب الله”، لكن لم يكن هناك شيء مثبت حول المناطق التي تتم فيها عمليات التصنيع والترويج.

وبحسب ما قالت ثلاثة مصادر فإن صناعة المخدرات في سوريا باتت منظّمة بشكل كبير، وأصبح لها أسواق ليس للخارج فقط بل للداخل، وعلى جميع مناطق النفوذ.

وأضاف الموقع أن الصناعة المنظّمة للحبوب المخدرة ترتكز على شبكة من المصانع المتفرقة تقع في عدة محافظات سورية، تم تحديدها بمصنع “ميديكو” في حمص، ومعمل منطقة البصة في ريف اللاذقية، إلى جانب “معمل التضامن” الذي تديره “الفرقة الرابعة”.

ويبلغ عدد المصانع التي تنتج فيها أقراص “الكبتاغون” في سوريا 15 مصنعا، والبعض منها ينتج أدوية مهدئة أخرى، كالمصانع الواقعة في منطقة حسياء على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحمص.

أخبار ذات صلة: مقربون من “حزب الله”: المصدر الأول للمخدرات في سوريا و”الدفاع الوطني” الأكثر ترويجا لها

كما توجد ورشات متوسطة بحجم مصانع تتبع لـ”حزب الله” اللبناني، وتتوزع بشكل أساسي في منطقة القصير بريف حمص التي لا يسمح لأحد بدخولها حتى الآن، وصولا إلى مناطق القلمون.

وتحصل هذه المصانع على المواد الأولية للتصنيع من الهند حيث يتم استيرادها عن طريق معامل الأدوية، كمل يتم استيراد بعض المواد الأولية الأخرى من روسيا، وفي بعض الحالات من بولندا، بحسب ما أكدت التقارير.

شاهد: ازدياد نشاط ميليشيا حزب الله بتهريب وترويج المخدرات في سوريا


ويعتبر مصنع “البصة” في ريف اللاذقية الأبرز في إنتاج الكبتاغون، ويشرف عليه أشخاص من عائلة الأسد، وأكثر المتورطين في صناعة المخدرات وتمريرها نحو الخارج هما “الفرقة الرابعة” و”حزب الله”، خصوصا عمليات التصنيع في محيط دمشق، بينما يتولى أشخاص من آل الأسد مسألة التصنيع في الساحل السوري.

وقبل أيام كشف تقرير إعلامي عن إنشاء “حزب الله” مصنع للمواد المخدرة والحشيش في منطقة تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات عن بلدة سرغايا بريف دمشق الغربي باتجاه الشريط الحدودي مع لبنان، في منطقة جردية تُعرف محلياً باسم “الخرابات”.

وأقيم المصنع في مزرعة تعود ملكيتها لأحد أبناء سرغايا المقربين من ميليشيا حزب الله، بحسب التقرير، الذي قال إن الميليشيا استقدمت “الطباخين” الكيميائيين من الأراضي اللبنانية مطلع الشهر الجاري لهذا الغرض، وأوكلت الميليشيا أحد حواجز الفرقة الرابعة المتمركزة في نهاية منطقة الخرابات، مهمة تأمين الطرق المؤدية إلى المصنع الجديد.

وأشار التقرير إلى أن ميليشيا حزب الله اعتمدت سابقاً على أربعة طرق رئيسية تصل الحدود بين سوريا ولبنان من جهة القلمون الغربي في تهريب الحبوب المخدرة ومادة الحشيش، إضافة لمعابر أخرى في المنطقة ذاتها، لكنها أقل نشاطاً.

شاهد: أكبر شحنة مخدرات بالعالم والمصدر “سوريا”

وكما جاء في التقرير ركّزت الميليشيا في عمليات التهريب على طريق رنكوس الذي يبدأ من بلدات سهل البقاع اللبناني، وصولاً إلى مزرعة الدرة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة، وطريق الطفيل وعسال الورد الذي يبدأ من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع، ومنها إلى منطقة “المبحص”، ثم إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، ثم إلى عسال الورد.

واعتمد الحزب أيضاً على طريق فليطة الذي يمر من قرى البقاع اللبناني، ومنها إلى فليطة من جرود المنطقة، بالقرب من منطقة الثلاجات، وطريق قارة الذي يبدأ من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان، ومنه إلى جرود قارة عند منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة.

ضبط 18 شحنة مخدرات أثناء تهريبها من سوريا 2020

وشهد العام 2020 شهد ضبط 18 شحنة مواد مخدرة في العديد من الدول العربية والأوروبية، جميعها قادمة من الأراضي السورية، و توزعت على ثمان شحنات في الأردن، وخمس شحنات في مصر، وواحدة في السعودية، إضافة لشحنة في الأراضي الإيطالية وأخرى في أرمينيا، بكمية بلغت 118 مليون و574 ألف و778 حبة مخدرة، وقرابة الـ 15 طناً من مادة الحشيش.

وبالنسبة للشحنة الأكبر عالميا فقط ضبطتها السلطات الإيطالية في الأول من تموز 2020، تحوي 84 مليون حبة “كبتاغون” بوزن 14 طناً، كانت مخبئة في ثلاث حاويات، في مرفأ ساليرنو في جنوب نابولي، كانت على متن باخرة وجهتها الأخيرة مدينة لوغانو السويسرية.

 تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *