أخبار

في سوريا … مليون شخص مصاب بالأمراض القلبية

كان عائدا من عمله حين توقف قلبه عن العمل ليترك سامر 36 عاما عائلته الصغيرة دون معيل أو معين، لم تسعفه دعوات وتضرعات زوجته ريما ولا دموع ابنته الصغيرة ورد ذات الستة أعوام ورغم كل ما بذله مسعفو الهلال الأحمر العربي السوري من جهد لم يستجب قلبه لكل محاولاتهم .. “العوض بسلامتك” قالوها لإعلان المأساة التي ستلم لاحقا بالعائلة التي ذاقت الكثير من الويلات طوال سنين الحرب السورية بدءا من فقدانهم منزلهم في حرستا في الغوطة الشرقية ونزوحهم إلى دمشق حتى فقدان رب العائلة لعمله الذي كان يعيلهم.

تذرف ريما الدموع وهي تحكي عن وفاة سامر وكأنها حدثت البارحة رغم مضي قرابة العامين على الحدث الذي غير مسيرة حياة العائلة، ولا أجد وسيلة لمواساتها فالوجع لا يؤلم إلا صاحبه كما تقول ريما.

سامر واحد من مئات الشباب الذين خذلهم قلبهم في ريعان الشباب ورغم تعدد أسباب الوفاة في سوريا وتصدر العنف بأنواعه المختلفة بكل وسائل الحرب السورية قائمة الأسباب إلا أن الوفيات القلبية “الطبيعية” تعد أهم الأسباب وبحسب الهيئة العامة للطب الشرعي ارتفعت نسبة الوفيات الطبيعية عبر الجلطات القلبية أو الدماغية إلى نحو 70% من مجمل الوفيات بالبلاد بعدما كانت لا تتجاوز ال 40% قبل الحرب.

وبينت إحصائيات صحية أن عدد المصابين بالأمراض القلبية في سوريا، بلغت نحو مليون مصاب معظمهم تراوحت أعمارهم ما بين 28 إلى 60 عاماً، مؤكدة أن عدد المصابين بالأمراض القلبية الذين تجاوزت أعمارهم 28 سنة بلغ نحو 250 ألف مصاب، وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد المصابين من النساء وصل إلى 150 ألفاً معظمهن تجاوزن سن اليأس.

لكن لماذا تحدث النوبات القلبية لدى الشباب أكثر وأكثر؟ بحسب الدراسات العلمية 80% من المصابين بأمراض قلبية هم من المدخنين والبقية وراثة ويلعب تعاطي المخدرات دورا هاما في حدوث النوبات القلبية.

وبحسب الدكتور حسان باشا اختصاصي أمراض القلب فإن الجلطة القلبية التي تصيب الشباب بعمر الثلاثين والأربعين تعود لأسباب كثيرة كالتدخين وارتفاع كوليسترول الدم وارتفاع الضغط الشرياني وداء السكر وغياب النشاط البدني والسمنة والتعرض للضغوط النفسية.

ويؤكد الطبيب باشا أن الجلطات ارتفعت مؤخرا نتيجة الضغوط التي زادت بسبب الأوضاع الراهنة للبلاد وخسارة عدد كبير من السوريين ممتلكاتهم وأموالهم إضافة إلى ظروف النزوح الصعبة ما أدى إلى نشوء عوامل تساعد للإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية.

ليست كل الجلطات تؤدي إلى الوفاة بل الكثير من المصابين أصيبوا بشلل نصفي أو فقدوا شيئا من السمع أو البصر كما في الجلطات الدماغية فأحمد 41 عاما فقد قدرته على المشي واستخدام يديه بعد إصابته بجلطة دماغية العام الفائت بعد تلقيه لخبر وفاة والده وأخيه في قصف على دير الزور لتصبح الحركات البسيطة اليومية مثل ارتداء الملابس وتقطيع حبة فاكهة حلما يصعب تحقيقه لكن خضوعه للعلاج المركز واهتمام عائلته الكبير أنقذه من الإصابة بالاكتئاب ليبدأ تحسنا تدريجيا.

رغم أن الجلطات والسكتات عند الشباب أكثر قابلية للشفاء منها عندما تحدث في كبار السن، إلا أن تأثيرها على حياتهم قد يكون صعباً. وعلى الرغم من شح الدراسات التي تناولت تأثير الجلطات على المدى الطويل على الأصغر سناً، إلا أن دراسة حديثة كانت قد أشارت إلى أنه من بين كل 8 أشخاص يصابون بجلطة، فإن 1 منهم يبقى معتمداً على الاخرين في حياته اليومية ولمدى الحياة

وفي دراسة نشرتها الجارديان في وقت سابق اعتمدت على بيانات لمنظمة الصحة العالمية احتلت سورية المرتبة الثانية في قائمة أكثر عشر دول في العالم ارتفاعا في معدلات وفيات الشباب فوفقا للجارديان فإن 579 من بين كل 100 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما يموتون بأسباب مختلفة كالعنف والامراض.

نور ابراهيم

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *