أخبار

قواعد جديدة لايران في مدينة درعا

أحمد الحوراني

بعد التفاهمات الأخيرة التي جرت قُبيل حملة النظام والسيطرة على درعا والتي شملت ضمان الروس إبعاد القوات الإيرانية من المنطقة الجنوبية بناء على مطلب الدول المحاذية لسوريا والمتمثلة ب”إسرائيل والأردن ” وبالفعل كان ذلك حيث انسحبت القوات الإيرانية من المناطق التي كانت تسيطر عليها في القنيطرة وريف درعا الأوسط والتي كانت تتخذ منها قواعد عسكرية للقيام بعملياتها العسكرية في الجنوب

خان ارنبة ومدينة البعث ابرز المناطق التي كانت تنشر ايران نفوذها فيها بينما كانت تنتشر في الشيخ مسكين وقرفا وخربة غزالة وتل غرين ومنطقة الجامعات على الأوتوستراد الدولي دمشق درعا

لم تنتظر إيران طويلا حتى عادت الى الجنوب السوري بثقل أكبر من السابق، مع تغيير المواقع العسكرية التي كانت تتمركز بها وبخطط جديدة، بدأت تتوسع في الجنوب السوري بعد أيام من سيطرة النظام المدعوم روسياً على المنطقة

“منطقة اللجاه” المنطقة الأكثر وعورة وتحصيناُ بسبب طبيعتها الصخرية، تمتد المنطقة من ريف درعا الشرقي الى ريف السويداء الغربي وصولًا الى ريف دمشق الجنوبي، كانت المكان الذي سيطرت عليه الميليشيات الإيرانية واقامت قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب فيها ولا سيما في ايب والمسيكة وجدل، إضافة لذلك نشرت مقرات لها في كل من بصر الحرير وتحديدا في كتيبة النقل والتسليح ومدينة ازرع وفي قرى نصيب والجيزة وصيدا

وتنقسم الميلشيات الإيرانية الى عدة الوية وفرق من أبرزها، قوات الرضوان واللواء 313 ولواء الحسين وقوات العرين، التي تتلقى دعماً مباشراً من شخصيات إيرانية.

وتتخذ بعض هذه الميليشيات من مناطق ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي، معقلاً لها لبعدها قليلاً عن الحدود مع الجولان المحتل ومراكز مراقبة الأمم المتحدة في المنطقة منزوعة السلاح، حيث أنشأت مؤخراً في المنطقة المذكورة مراكز تدريب للمتطوعين الجدد من أبناء المنطقة.

ومن خلال البحث المستمر تبين أن قوات الرضوان تتّبع أسلوباً جديداً في تطويع الشبان من أبناء المنطقة، على أنه يتم تدريبهم لتشكيل لجان شعبية مستقلة وأخرى تتبع للفرقة التاسعة من جيش النظام، ليتبين بعدها أنهم ينتمون لميليشيات مرتبطة بشكل مباشر مع طهران.

وتم مؤخرا تفعيل مركز التدريب التابع للواء 313 قرب مدينة إزرع شمال درعا، حيث يضم في الوقت الراهن حوالي 150 شخص ممن تطوعوا مؤخراً من مختلف المناطق في درعا، ويشرف على تدريبهم أربعة قياديين عسكريين أحدهم يحمل الجنسية الإيرانية والآخرين من سوريا، حيث تصل رواتب العناصر بعد الانتهاء من تدريبهم إلى 150 وصولاُ ل200 دولار أمريكي، حيث سوف يتم تجنيدهم في مراكز اللواء المنتشرة بالريف الشرقي، بعد منحهم إجازة لا تتجاوز 10 أيام.

وفي إطار الاستراتيجية الإيرانية الجديدة المتمثلة بنشر الخطاب الديني في جنوب سوريا، بدأ رجال دين شيعة مرتبطون بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي في سوريا، بزيارات ممنهجة إلى درعا، وعقد لقاءات مع وجهاء ومشايخ محسوبون على النظام السوري في المحافظة، لنشر قناعاتهم وتعاليمهم الدينية بين السكان.

ولافت في الأمر هو ان مديرية الأوقاف في درعا تتعاون بشكل مستهجن مع المعممين ورجال الدين الشيعة، حيث تم منحهم مؤخراً خطبة الجمعة، وفي كل أسبوع يتم اختيار مسجد مختلف عن سابقه، دون مراعاة الأكثرية السنية في المحافظة، وعدم الاكتراث لوجود خطيب معتمد للمسجد.

وكشف مصدر مقرب من أحد رجال المصالحات في درعا، عن توجه إيراني في المستقبل القريب لتخصيص ميزانية مالية كبيرة لشراء العقارات في درعا، وتنفيذ مشاريع تنموية وأخرى دينية، لترغيب السكان وكسب الشباب من خلال الإغراءات المالية لتطويعهم في صفوف الميليشيات الموالية لها

ويبقى سؤال البعض من الناس في الجنوب عن الضامن الروسي الذي تكفل بإخراج الإيرانيين من الجنوب وراح البعض يصف ما حدث ب”الخداع”

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *