أخبار

لماذا يبحث «النظام» عن المزيد من رفات «الاسرائيليين» في اليرموك؟

 

 

أكد الناشط عمر القيصر لموقع أنا انسان أن هناك معلومات مؤكدة منذ عام 1982، تفيد بوجود ما بين 10 إلى 15 جثة تعود لجنود الاحتلال “الإسرائيلي” في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك بدمشق، حيث تم نقلهم عقب معركة السلطان يعقوب وعملية الناعمة، وإحضارهم من لبنان إلى المخيم عبر فصائل المقاومة الفلسطينية وتم دفنهم سرا في مقبرة الشهداء، وسط حراسة مشددة من أمن منظمة التحرير الفلسطينية، دون ان يعرف النظام السوري مكان دفنهم.

الأنباء الواردة من مخيم اليرموك الواقع جنوبي العاصمة دمشق، عن استمرار أعمال نبش مقبرة اليرموك بشكل مكثف، بحثا عن رفات جنود «إسرائيليين» على يد أشخاص من أصحاب التسويات وبإشراف روسي، أكدتها «مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا» والتي تعنى بتوثيق الانتهاكات الممارسة ضد اللاجئين الفلسطينيين السوريين ومقرها لندن، حيث ذكرت عبر موقعها الإلكتروني أن ناشطين فلسطينيين يتهمون «قوات النظام السوري والقوات الروسية، بإجراء عمليات نبش جديدة بمقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك، بحثاً عن رفات جنود إسرائيليين قتلوا في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982.»

ووفق المجموعة، فإن «معركة السلطان يعقوب وقعت يوميّ الخميس والجمعة في 10-11 تموز/يونيو 1982، بين قواتٍ من الجيش السوري والمقاومة الفلسطينية من جهة وجيش الاحتلال من جهةٍ أخرى، وذلك بعد أربعة أيامٍ من بداية الاجتياح الإسرائيليّ للبنان».

وأكد أهالي المخيم، قيام قوات نظام الأسد ومجموعات عسكرية موالية له بنصب حواجز حول مقبرة الشهداء القديمة، ومنعتهم من الوصول إليها في أول أيام عيد الفطر لزيارة قبور الشهداء.

بدورها وكالة معًا الإخبارية الفلسطينية، أوردت في موقعها الإلكتروني أن «مصادر سورية قالت للإذاعة العبرية، إن نظام الأسد وروسيا يبحثان حالياً عن قتلى ومفقودين إسرائيليين إضافيين، في “مقبرة الشهداء” في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب دمشق، والتي عُثر بها على ما يبدو، على رفات الجندي الإسرائيلي “زكريا بومل”، الذي قتل في معركة السلطان يعقوب بين الجيش الإسرائيلي، والجيش السوري وحلفائه الفلسطينيين في لبنان في العام 1982، وسلّمت رفاته إلى إسرائيل قبل شهرين.»

وكانت القوات الروسية في آذار العام الماضي قد فرضت طوقاً على مخيم اليرموك للبحث عن الجنود الإسرائيليين المفقودين ومكثوا ما يقارب 5 أيام في المخيم، برفقة خبراء روس واستعانوا بعناصر محلية، ليخرجوا بعدها وهم يحملون أكياساً بأيديهم، وتم الإعلان فيما بعد عن تسليم رفات الجندي “الإسرائيلي” زخريا بومل للاحتلال.

وتابع القيصر قائلًا: «تم تجنيد مجموعات في المعارضة السورية بأوامر من “غرفة الموك” منذ بداية الحراك لمعرفة أماكنهم وحدثت عدة محاولات بحجة البحث عن أسلحة شبيحة أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الداعمة لقوات نظام الأسد، إلا أن الأهالي قاموا بمنعهم من نبش القبور».

ولم يقتصر الأمر بحسب القيصر على تجنيد مجموعات من فصائل المعارضة، بل كان هناك نشاط لاستخبارات السلطة الفلسطينية من خلال “أمني” جيش الأبابيل التابع للمعارضة، والذي كان والده ضابطاً في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إذ دعم عدداً من الناشطين بمبالغ مالية ضخمة لقاء معلومات، وتلقيهم وعود بالخروج آمنين من مخيم اليرموك وهجرة إلى أوربا، وهذا الأمر تم عامي 2014 و2015.

 

وكان مخيم اليرموك، تعرض في 19نيسان/ أبريل 2018، لعملية عسكرية من قوات الأسد بهدف طرد تنظيم «داعش» بدعم جوي روسي ومشاركة فصائل فلسطينية، استخدم فيها جميع صنوف الأسلحة البرية والجوية، ما أدى إلى تدمير 60 % من مخيم اليرموك وسقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

 

بدورها «مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا» نقلت عن مصادر من سكان المخيم تأكيدات تفيد بأن قوات نظام الأسد حاولت فيما سبق الوصول إلى معلوماتٍ عن مكان وجود رفات الجنود الاسرائيليين في مقبرة مخيّم اليرموك، وتحديداً في العام 2007، إذ فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا حول المقبرة ودخلت عناصر أمنية إليها واستمرت هذه الاجراءات في محيط المقبرة لمدّة خمسة أيام، ولمّ يُعرف حينها إنّ كانت هذه الجهات قدّ توصلت لمعلوماتٍ دقيقةٍ عنّ مكان الرفات ومقتنيات الجنود القتلى أم لا.

 

أمّا جهاز المخابرات العامّة التابع للسلطة الفلسطينية، فكان له محاولات سابقة وجهود حثيثة بهدف الوصول إلى مكان الرفات، بذلتها من خلال نشطاء فلسطينيين من سورية، مرتبطين بها بشكل مباشر، عملوا من صفوف المعارضة السورية المسلحة، وكذلك عبر مؤسسات تنشط في المجال الإغاثي والإنساني، وعُرف عنهم تقديمهم لخدمات أمنية كثيرة لجهات داخلية وخارجية في منطقة جنوب دمشق، حسب المصدر ذاته.

 

يقول القيصر: «بعد تدمير المخيم بالحملة الأخيرة وتهجير الأهالي وإخراج هيئة تحرير الشام من جهة والتي كانت محاصرة بعد قتال داعش سنتين، وإخراج داعش باتجاه البادية السورية من جهة أخرى، تابع الروس المهمة بعد حصولهم على كنز من المعلومات بالتعاون مع المدعو إسماعيل شموط الملقب أبو هاني العمرية وهو قائد فصيل صغير يدعى العهدة العمرية التابع لـ جيش الأبابيل».

وتابع القيصر: «إن أبو هاني العمرية من أصل فلسطيني متزوج من فتاة روسية، ومعاونه الأمني المدعو أبو جهاد القاضي وهو ابن ضابط في السلطة الفلسطينية، وأيضا يعتبر من أهم النشطاء الذين تلقوا أموالا باسم دعم المحاصرين، والشخص الآخر المدعو عبد الله الخطيب وهو زوج أخت إسماعيل شموط والذي خرج من جنوب دمشق باتجاه عفرين حيث مكث أياماً معدودة ليصل مع عدد من الناشطين وكان عددهم 15 ناشط إلى تركيا بظروف غامضة، ومن بعدها قاموا بمراجعة السفارة الألمانية والتي بدورها نقلتهم إلى ألمانيا دون غيرهم ممن أجروا  مقابلات للحصول على اللجوء».

اللافت في الأمر أن اسماعيل شموط  وأبو جهاد القاضي، ما يزالان يقيمان في بلدة يلدا (جنوب دمشق) حتى اليوم برعاية روسيّة، في حين أن من قدم من ناشطي المخيم القلائل تقارير إخبارية وتلفزيونية نقلوا من خلالها المعارك والحصار والحياة اليومية، يعيشون في خيام دير بلوط في الشمال السوري، دون اكتراث أي منظمة لهم، بحسب القيصر.

 

وتعتبر مقبرة اليرموك إرثاً تاريخياً ورمزية لشهداء فلسطين والعمليات الفدائية، وتبلغ مساحتها التقريبية نحو 5 كم، وتقع بالقرب من شارع المغاربة بجانب المدينة الرياضية. الجدير ذكره، أنه وفي العام 2015، دخل تنظيم داعش لمخيم اليرموك بعد معارك ضد “أكناف بيت المقدس” التابعة لحركة حماس، ومن أبرز الانتهاكات التي مارسها داعش بحق المخيم هي تدمير المقبرة بحجة مخالفة القبور للشرع، وفق ما ذكرت مصادر محلية، فهل كان لـــــ «داعش» دور في عملية البحث عن بقايا الجنود “الاسرائيليين” أيضاً؟

 

 أحمد زكريا 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *