أخبار

ما الأسباب التي تدفع تحرير الشام لاعتقال المقاتلين الأجانب في الشمال السوري؟

عمدت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) مؤخرا إلى اعتقال المقاتلين الأجانب في الشمال السوري، ما أثار الكثير من التساؤلات حول الهدف من ذلك.

وكان آخر هذه الحوادث قيام الجهاز الأمني في “هيئة تحرير الشام”، باعتقال 6 مقاتلين أجانب بعد مداهمة أماكن سكنهم في مدينة إدلب، وفي “جسر الشغور” بالريف الغربي، وصادرت هواتفهم المحمولة وهواتف زوجاتهم.

وسبق ذلك اعتقال “الهيئة” مقاتلاً ضمن صفوف تنظيم “أنصار الإسلام” يدعى “أبو عروة كنصفرة”، أثناء خروجه من صلاة الجمعة.

وفي هذا الشأن قال الضابط المنشق عن قوات السلطة السورية، والمتابع للتطورات في الشمال السوري، محمد فرحات، إنه “في الأيام الماضية اعتقلت قوة أمنية تتبع لهيئة تحرير الشام 6 عناصر تابعة لجماعة  جند الله، العاملة في الساحل وهي جماعة سلفية جهادية أسسها، أبو فاطمة المهاجر، والذي قتل في غارة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في إدلب، وغالب عناصرها من الترك والأذر والقوقازيين”.

اقرأ: أبو محمد الجولاني يطالب بإزالة تحرير الشام من قائمة الإرهاب

وأضاف في حديث لموقع “أنا إنسان “، أن تحرير الشام اعتقلت في الأونة الأخيرة قسم كبير من القيادات والشخصيات من المقاتلين الأجانب وأبرزهم أبو أسامة الجزائري-أبو الدرداء الجزائري-أبو بصير الليبي-عبدالرحمن الفرنسي-عبدالرحيم التركي-تراب التركي-جند الله التركي-خطاب الإيراني-أبو أحمد الليبي-أبو أيوب المغربي.

ولفت في حديثه إلى أن “تحرير الشام بدأت منذ مدة في عملية تفكيك الفصائل الجهادية المحسوبة على القاعدة وخصوصاً تنظيم حراس الدين بعد اعتقال المسؤول عنه في منطقة إدلب أبو عمر منهج، والقضاء على معاقلهم في بلدات عرب سعيد والحمامة بريف إدلب الغربي”.

‏وبحسب مصادر متقاطعة (ناشطون ومصادر محلية، ومقربة من تحرير الشام) قدرت وجود أكثر من ١٧٠ معتقل عند الهيئة من المقاتلين الأجانب إضافة لأكثر من ١٠٠ من المغيبين لم يتم تحديد هوياتهم بعد ، وأيضاً العديد من نساء المقاتلين المختطفات أمثال أم آسيا الفرنسية وأطفالها ومارية الإسبانية.

ما هدف تحرير الشام من هذه الاعتقالات؟

قال الباحث في الشؤون الجهادية “عرابي عرابي”، إن ” هيئة تحرير الشام تسعى للتفرد بالسيطرة على محافظة إدلب ولا تريد أي منافس لها ابداً سواء كان محلياً أو عابر للحدود، وحالياً التركيز على العابرين للحدود لكي لا يكون لهم أي فرصة للتكتل ضد تحرير الشام”.

وأضاف في حديثه لموقع “أنا إنسان” أن “تحرير الشام تريد ضبط الملف الجهادي، والقول بإنها قادرة على إمساك مفاصله وعدم تسرب أي عناصر قد تؤذي مصالح الدول الفاعلة في الملف السوري وعلى الأخص الولايات المتحدة”.

ونفذت هيئة تحرير الشام في شهر شباط/ فبراير الماضي حملة أمنية في محافظة إدلب، طالت عدداً من الشخصيات المقربة من تنظيم “حراس الدين”، من بينهم نجل القيادي السابق في الهيئة “أبو فراس السوري” الملقب بـ”النموس”.

من جهته أفاد الناشط الصحفي أحمد الفيصل، والمتابع لهيئة تحرير الشام، أن “الجولاني بدأ باعتماد أوراقه غربياً منذ قيامه بالقضاء على الفصائل الجهادية التي تشكل خطر على الغرب وقام باعتقال قادتها وهناك مفاوضات لتسليمهم لدولهم عن طريق الهيئة مقابل رفع تصنيفها عن لوائح الإرهاب الغربية”.

اقرأ: مسؤول أمريكي: لهذا السبب لم نتخلص من الجولاني

وأضاف “دعوة الجولاني الأخيرة للقاء الصحافة الأمريكية، وحديث جيفري عن عدم تشكيل تحرير الشام تحدي لهم دليل على مضي الهيئة في نفس السياسة وهو التقرب من الغرب مقابل إضعاف نفوذ الجهاديين في الشمال السوري”.

وفي وقت مضى اعتقلت الهيئة عدد من الشخصيات بينهم حسام الطبي، وهو صهر أبو العبد أشداء، المنشق عن “تحرير الشام” وزعيم “تنسيقية الجهاد” في الوقت الحالي، كما أفرجت عن أبو البراء، وهو القائد العسكري لتنسيقية الجهاد بعد اعتقال دام أكثر من 40 يوماً، وأبو البراء يكون صهر أبو جابر الشيخ، الزعيم السابق للهيئة.

ويذكر أن الاعتقالات طالت شخصيات جهادية، بينهم الصحفي الفرنسي باسم موسى الحسان، والقياديين أبو يوسف وسيف الله اللذان يحملان الجنسية الفرنسية، بالإضافة لعدد من العناصر المرافقين لهم، كما اعتقلت شخصين في بلدة كللي يتبعان لـ “حزب التحرير- ولاية سوريا”.

ورغم أن الجولاني مصنف على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ 2013، وتقدم واشنطن 10 ملايين دولار مقابلات معلومات تؤدي للقبض عليه، إلا أن جيمس جيفري، المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال إدارة ترامب، أخبر سميث أن “تحرير الشام”، كانت “مصدر قوة” استراتيجية لأمريكا في إدلب.

خاص – أنا إنسان – أحمد السليم

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *