أخبار

مبادرة روسية على حساب دماء شباب السويداء الرافضين لخدمة الجيش

من جديد تعود الأجهزة الأمنية بغطاء روسي لتوريط شباب السويداء، وهذه المرة عبر أدوات الخطف والسلب وتهريب المخدرات، ضمن مبادرة يراها الكثيرون محاولة لإعادة هيبة الاجهزة الأمنية وخداع الشباب الدروز الرافضين للخدمة العسكرية في صفوف الجيش.
ويأتي مضمون هذه المبادرة عبر طرح قائد القوات الروسية في جنوب سورية، وبحضور اللجنة الأمنية في السويداء، وجمع من قادة العصابات وقلة من الشخصيات التي يشهد لها بنزاهتها لكنها لم تعلم عند حضورها أن الدعوة لطرح مبادرة روسية، وذلك في لقاء جمعهم في بلدة عرى، وطرح ما يسمونها بالـ{ تسوية} وعرضها على الشباب الدروز الرافضين للخدمة العسكرية.
وأفادت معلومات من مصادر مطلعة، أن مهندس التسوية هو رئيس فرع أمن الدولة في السويداء، الذي عمل خلال الفترة الماضية على استقطاب من وافق على التعامل معه من زعامات تقليدية في السويداء وتصديرها كواجهة تتحدث باسم أهالي السويداء.
شاهد بالفيديو : هل تحول شباب السويداء إلى مرتزقة تقاتل لصالح روسيا؟!

وقد اعتبر الكثيرون أن هذه التسوية تساهم في زعزعة استقرار الجبل وادخاله في متاهة صراع جيد، وخاصة مع الرفض الواسع من الشباب الدروز للخدمة في الجيش، والساخط على سوء واقع القوات الخدمة في الجيش من حيث المعاملة الانتقامية، وعودة البعض منهم وتحدثهم عن معاملة طائفية بحقهم في بعض القطع العسكرية، دون نسيان والفساد والرشاوي.
فكان غالبية الحضور من زعماء العصابات المسلحة، والمرتبطين بالأجهزة الأمنية، ليتم تقديمهم للوفد الروسي على أنهم يمثلون أهل السويداء وينوبون عنهم في إيجاد حل لمسألة مرتبط بالأصل بحل الأزمة السورية.
وبتوجيهات أمنية تم استبعاد الشخصيات الفاعلة والوطنية في السويداء من مشايخ العقل والوجهاء الاجتماعيين والقوى السياسية والمدنية، وهناك قلة من الشخصيات والتي يشهد لها بنزاهتها، تم دعوتهم دون اطلاعهم على جدول أعمال الاجتماع أو الهدف من زيارة الضباط الروس.
شاهد بالفيديو : دعوات لشبان السويداء للالتحاق بجسم عسكري جديد من قبل شخصية مرتبطة بإيران

في حين تم ابلاغهم أن الاجتماع سيضم مشايخ العقل وعدد محدود من الشخصيات المجتمعية، حيث كانت التوقعات أن يكون الاجتماع لبحث مسار الصلح ما بين اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس وأهالي السويداء، وقد أبدت تلك الشخصيات بعد انتهاء الاجتماع امتعاضها الشديد واستيائها مما دار في الاجتماع وشكل الدعوة الخادع.
ووضحت مصادر أخرى، مقربة من الروس، أن الروس ليس لديهم أي مشروع حاليا بما يخص الوضع في السويداء، إن كان فرض تسوية على الشباب الرافضين للخدمة العسكرية، أو إنشاء لواء عسكري يتبع للفيلق الخامس، وكل ما يطرح في هذا الإطار يتم عبر الأجهزة الأمنية، مستخدمة أدوات من أبناء المحافظة.
شاهد بالفيديو: معلومات جديدة عن تجنيد المقاتلين السوريين في لبيبا

ووفق مصادر أكدت أن الأجهزة الأمنية تسعى لتحقيق إنجازات وظيفية، على حساب أبناء السويداء ومستقبلهم، فهي كانت العقلية المدبرة وراء أحداث مدينة صلخد قبل أشهر، حيث نسقت ودعمت قيام مجموعة مسلحة مدعومة من حزب الله اللبناني للقضاء على مجموعة من أبناء صلخد، على خلفية صراع نشأ حول السيطرة على خط لتهريب المخدرات الى الأردن، الامر الذي امن خط التهريب لصالح حزب الله اللبناني، وهي أيضا المسؤولة عن التسويف وتعطيل حل الخلاف ما بين اللواء الثامن وأهالي القريا، الذي وقع في شهر أذار الماضي، الأمر الذي تسبب بوقوع صدام جديد في نهاية شهر تشرين اول الفائت ما تسبب بسقوط العديد من الشهداء والجرحى .
وتفيد المعلومات الأولية أن التسوية الجديدة، التي جاءت بها الأجهزة الأمنية هي شبيهة بتلك التسوية التي تم طرحها مؤخرا في درعا، حيث من المزمع تشكيل لجنة يكون قاضي الفرد العسكري عضوا بها، ليتم تسوية أوضاع الشباب الدروز الرافضين للخدمة العسكرية، فيكون أمامهم خيارين إما الالتحاق بالخدمة ضمن الفيلق الأول والتشكيلات العسكرية وإما الالتحاق بالوحدات العسكرية التابعين لها.
يشار إلى أن هذه التسوية ليست الأولى، فقد سبقها قبل نحو عامين ان أصدر بشار الأسد عفوا عن المخلفين عن الخدمة والفرار، وقد التحق حينها نحو 7 ألاف شاب من السويداء، في ظل تسويق دعايات خادعة أن النظام سوف يسرح من يلتحق بالخدمة خلال 3 أشهر من التحاقهم، إلا أنهم سرعان ما اكتشفوا الكذبة وعادوا إلى مناطقهم، وهم يحدثون ذويهم عن أسوأ التجارب التي يمكن أن يعيشها الشباب في حياتهم.
السويداء – خاص أنا إنسان – كريم الحلبي
التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *