أخبار

هل تفكر بالعودة الى سوريا؟

حسام محمد

هل تفكر بالعودة إلى سوريا إذا تم التوصل لحل سياسي يوفر كامل أسباب ذلك؟ وما هي أهم شروط العودة إلى الوطن الأم في قناعاتك الشخصية؟ أم أن الضمانات الدولية غير كافية للعودة؟ وهل تأسيس الحياة الجديدة خارج حدود الوطن تجعلك تبتعد عن التفكير بالعودة الدائمة وتميل للجزئية منها؟

في هذا الصدد، أجرى “أنا إنسان” استطلاع رأي عشوائي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، شارك فيه مئات السوريين من الشعب السوري دون تمييز أو حدود، بل قام بعض السوريين بإضافة بنوداً جديدةً غير الخانات التي شملها الاستطلاع، كما قدم المشاركون في التصويت عشرات التعليقات المؤيدة لأفكارهم ووجهات نظرهم في قرارهم المتخذ.

لن أعود

اللافت في استطلاع الرأي العام، أن النسبة العظمى من المشاركين توجهوا إلى خيار “لن أعود في حال توفر كامل أسباب ذلك”، إذ صوت لهذا التبويب أكثر من 190 مواطن سوري، وفي تعليل ذلك قالت “فريدة الحسين”، وهي إحدى المؤيدات لهذا الخيار: “لن أعود، والسبب أنني منذ خروجي من قريتي في الجولان المحتل، وحينها كنت طفلة، لم أشعر بالانتماء لهذا الوطن”.

إن توفر حل سياسي، من وجهة نظر “أيمن ماس”، لا يعني “ضمان سلامة المواطن السوري، والأمثله كثيرة لأشخاص عادوا لحضن الوطن، ومن ثم تمت تصفيتهم أو اعتقالهم”سارة صبوح، قالت من جانبها: ماذا يعني كل أسباب العودة؟ بعد ما تخلينا عن كل شيء، وبدأنا حياة جديدة، وقطعنا مشواراً مع الأولاد الذي جاء بهم أطفال، واليوم هم على أعتاب الشهادة الثانوية، كيف أقول لهم: انسوا دراستكم، وهيا لنعود للبدء من جديد في سوريا؟ ولو كان البعد عن الوطن عام أو عامين لم تكن مشكلة، ولكننا اليوم على أعتاب العشرة أعوام، وهناك مدنيين نزعوهم من أراضيهم، والسنوات الخالية أتوقعها كفيلة عند البعض للقضاء على إمكانية العودة إلى سوريا، والرغبة بالعودة موجود عند الكثير من السوريين، ولكن هل الإمكانية متوفرة؟

عودة مشروطة

وذهبت أصوات ثان أكبر نسب استطلاع الرأي إلى بند “العودة المشروطة باسقاط النظام ومحاكمة رموزه”، ولعل هذا الخيار، يعتبر كقرار متمم للبند الأول، إذ أن الغالية تفاعلت مع هذا التصويت، فقال المؤيدون له: وكان مجملهم 175 صوتاً ويزيد: إن العودة إلى الوطن الأم سوريا مرهون باسقاط النظام، ولقي هذا البند تفاعلاً كبيراً من حيث التعليقات والقناعات الراسخة لدى السوريين المهجرين خارج حدود الوطن.

فقال “عبد الحكيم مسموم”: “طالما نظام الحكم الحالي ومؤسساته الأمنية، وشبيحته موجودين في السلطة..لن أعود”، وعقبت إحد السيدات السوريات بالقول: “لن أعود، وقاتل طفلي و16 من عائلتي موجود”، أما “أحمد المغربل”، فعلق متحدثاً: “عندما يرحل النظام من الحكم سنعود، ليس هناك أي مشكلة، ويتوفر للجميع وسائل الحياة مثل بقية البشر من سكن وتعليم وصحة وأبنية حديثة وتجمعات تجارية ورفع القبضة الأمنية”

أما “ليث محمد”، فعلل رفضه للعودة إلى سوريا قبل اسقاط النظام بالقول: “سوف أعود عندما يسقط الأسد السفاح، ويعود حكم الشعب على الوطن بكافة مكوناتهم، وينتهي حكم الطائفة العلوية”، بدوره، قال “مالك السعيد”: “طبعا.. لن أعود، وهذا النظام الفاسد موجود في سوريا”.

عمار الشامي، أيد موقفه بالعودة المشروطة باسقاط النظام السوري، بالقول: “أفضل النوم في الشارع على العودة إلى سوريا، والنظام الحالي في السلطة”، في حين رأى “سعيد المقداد”، أن السلام في سوريا مستحيل مع وجود من اسماها “العصابة الحاكمة”.

عبودة يوسف، امتلك بدوره قناعة جعلته يصوت لخيار “لن أعود قبل اسقاط الأسد ومحاكمة رموزه” بأن عدم محاكمة النظام السوري بكافة رموزه، يعني أن سوريا ليست في مأمن له ولعائلته.

نعم.. سأعود

رأت نسبة متوسطة بأن توفر أسباب العودة إلى سوريا، حدث كافي لعودتهم إلى الوطن الأم، وهنا أيد 52 صوتاً هذا الخيار، وهنا قال “بشار عثمان”: “تبقى الأم سوريا أحن من زوجة الأب”، ورغم وجود نسبة جيدة لهذا الخيار، إلا أن المشاركون فيه، لم يتفاعلوا لإبداء وجهات نظرهم حيال قناعاتهم بالأسباب الدافعة للعودة.

وعلقت إحداهن “اسم مستعار” بالحديث: “لا يوجد مثل بلدنا، وعندما تتحسن الأوضاع، وتعود المنازل، وينال كل ظالم الجزاء، سأعود”، وقالت سيدة سورية أخرى “اتمنى زيارة سورية فعائلة زوجي تعيش هناك، واتمنى العودة للعيش في وطني”.

عودة جزئية

وفي خيار آخر، قال 15 سوري موجودن في فرنسا، بانهم سيعودون إلى سوريا عودة جزئية، غير دائمة، مع المحافظة على أعمالهم في فرنسا، فقال “شاهين مهند”: سأعود إلى الوطن بعد اسقاط النظام، ولكن عودتي ستكون على شكل زيارات، أما الاستقرار فسيكون هنا في فرنسا.

وعلقت “باسيمة حميدو” تحت هذا البند بالحديث: “عندما يرحل النظام، وأحظى بالجنسية الفرنسية، من الممكن أن أفكر بالتوجه إلى سوريا كزيارات.

ضمانات دولية

شارك في هذا الاستطلاع 10 سوريين فقط، واعتبر 6 منهم، أن عودتهم إلى سوريا ممكنة في حال وجود ضمانات دولية بعدم الملاحقة داخل سوريا.

في حين قالت 4 آخرون، بأن عودتهم مرهون بوجود ضمانات حقيقية لحرية المعتقد وحرية الكلمة.

وطني فرنسا

أربعة سوريين أيدوا هذا الخيار، وكانت وجهة نظرهم أن النظام السوري “فاسد”، وأن السوريين اعتادوا على الفسادة والرشوة، وأن الوطن يحتاج إلى عشرات السنين ليتخلص من الأسد ويصبح بلداً آمناً جيداً، ومن هذا المنطلق اعتبروا أن “وطنهم الحالي .. هو فرنسا”.

تعليق مؤثر

محمد سالم، وهو من الفلسطينيين السوريين، شارك بصوته، قائلاً: “كفلسطيني سوري، باتت معي جزمة مفاتيح، ويتوجب عليي إعادة ترتيبهم بالميدالية، وهنالك مفتاح معلق على الحائط”.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *