أخبار

أنا … الباحث عن الحرية

سوزان أحمد – خاص انا قصة انسان

[su_dropcap style=”simple” size=”6″]أنا[/su_dropcap] يا سادة ببساطة إنسان يعيش يوماً واحداً فقط ينتظر سواد ليله ليقول علّه يوم واحد آخر وننتصر. حالم دوماً بقلم رصاص وطبق كرتون ومرسم أمام أستاذ الجامعة مستمعاً لدرس من فصول الهندسة .

Untitled-2كبرت في هذه الثورة ورأيت الكثير. ربما لا أتكلم كثيراً عن استشهاد إخوتي ولكن يصعب محي ذلك من ذاكرتي.  استشهاد أخي الأكبر  نعمان، ترك فراغاً كبيراً وجعل من طقوسي اليومية زيارة قبره.  لم أكد أعتد رحيله حتى تلقيت الصدمة الثانية بعد ستة أشهر من رحيله، فكانت مقتل أخي الآخر  عمار ، المعروف بمحمد السعيد.

فقدان الأحبة قدر من الله، وأنا سلمت له بنفس راضية. ولكن لا أسامح من أجبرني على ترك مقعدي في الجامعة. لولا ذلك لكن اسمي اليوم المهندس حسان! فأنا يا سادة في يوم كئيب في شهر  أكتوبر  2011، حملت أمتعتي وأدواتي الهندسية لأعود إلى مدينة دوما من دمشق بعد نبأ اعتقال أخوي. نعم، عدت تاركاً المستقبل الذي كنت أحلم به رهناً للمجهول.

Untitled-5وهاقد مضت أربعة أعوام على وداعي للمرسم وقلم الرصاص وأوراق الكرتون، على وداعي لقاعات كلية تقع على طريق مطار  دمشق الدولي بجانب فرع استخباراتي يدعى “فرع فلسطين”، على وداعي الذي لم يكن لائقاً لزملاء الدراسة؛ فلم يخطر ببالي أنه سيأتي اليوم الذي سأكتب فيه عن انقطاعي هذه المدة الطويلة.

أنا يا كرام، ما زلت أحاول أن أبقي ما تعلمته في سنتي الدراسية الوحيدة عالقاً في ذهني. الإسقاط والرسم وتخيل ماهية الأشياء وكيفية تصميمها. أحاول جاهداً تطبيق ما تعلمته في مادة الفيزياء بمختبرات الكلية في تشغيل البطاريات وكيفية الاستفادة من كل ذرة شحن فيها كونها بديل عن الكهرباء التي لم نحصل عليها منذ سنوات في الغوطة المحاصرة.

لا تظنوا أني نادم أو حزين. أنا يا سادة كسبت في هذه الأربع سنوات تجارب بقدر ما خسرت. قد أكون كبرت، ولكن ما يزال الزمن عندي يقف هناك حيث أبقيت آمالي، في كلية دمشق! فأنا ما أزال أعتبر نفسي طالب هندسة التصميم الميكانيكي، سنة ثانية على أمل العودة القريبة من جديد.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *