أخبار

حاويات القمامة … مصدر رزق عائلات سورية دمرتها نيران الحرب والنزوح

عند مرورك بشوارع دمشق اليوم، لن تشاهد الكثير من الوجوه القادرة على الابتسام كما كانت سابقاً، فعندك مرورك بجانب أي مواطن فأنت تمر إلى جانب حكاية من ملايين حكايات الحرب وما نتج عنها من قصص تحتاج سنوات طويلة لتوثيقها وتسجيل تفاصيلها، ففي دمشق آلاف الأسر التي نزحت من مختلف المحافظات، منهم من دمر منزله وهو الأكثر حظاً، ومنهم من فقد الأب أو الأم أو الأخوة ومنهم من فقد الأب والأم وتشاهد أطفالهم في الشوارع يبحثون عن لقمة العيش … فدمشق اليوم ليست كما السابق.

ما سبق هو  حالُ الكثيرِ من العائلاتِ السورية اليوم التي تهجرت من بيوتِها خلالَ الحرب تاركةً خلفها كلَ ما تملك و غدت تصارعُ الحياةَ البائسة وحيدةً دون تعويضٍ او مساعدة….

شاهد بالفيديو : سكان دمشق يقررون الرحيل عنها

 أمُ عمار مثالٌ عن المرأةِ السورية التي تصلُ ليلَها بنهارهِا لتؤمنَ الغذاءَ و الكساءَ و التعليم لأطفالِها في ظلِ هذه الظروفِ المعيشيةِ الخانقة، و هي أمٌ ل٦ أطفال تهجرت مع عائلتِها من محافظةِ حلب منذُ عدةِ سنوات و فارقَها زوجُها ليعيشَ مع زوجتهِ الثانية ولن يعترفَ عليهم أو على مصروفهم بشيء

و كما حدثتنا عن عملِها قائلة :”أنهضُ منذ ساعاتِ الصباحِ الباكرة لأجمعَ الخبزَ اليابس و أبحثُ عن ملابسٍ قديمة أو قطعٍ بلاستيكية في القمامة لأبيَعها في الشارع للعائلات الفقيرة و لا أترددُ عن أيِ عملٍ شريف أؤمنُ منه دخلاً لأولادي هذا عدا عن أعمالِ المنزل كلَ يوم و انتظارِ دورِ الخبز أمامَ الفرنِ بالساعات فأصبحتُ لا أعرفُ ليلي من نهاري و لا أعرفُ طعمَ الراحة

وتتابع : كل هذا التعب لا يكفي ثمنَ طعامٍ أو دواءٍ أو مستلزماتٍ مدرسية فأنا لا أريدُ أن أحرمَ أطفالي من حقِهم في التعليم..”

شاهد بالفيديو : تحذيرات من حدوث مجاعة في سوريا 

عند مرورك جانب حاوية للقمامة لابد لك أن تجد أطفالاً تبحث عن طعام، وأحياناً فتيات وأحياناً أخرى رجال يأملون أن يكون بين محتوياتها شيئاً يطعم أطفالهم، كما أبو أحمد الذي هجر من حلب بعد أن دمر منزله وقصف محله ومصدر رزقه الوحيد، حيث يحدثنا عن قصته قائلاً : اليوم أنا مسؤول عن اعالة اطفالي واطفال اخي بعد ان استشهد نتيجة القصف، في الصباح اعمل كعتال في سوق الهال، وعند الظهيرة أبحث بين حاويات القمامة وفي ساعات الليل ابحث عن رزقي اذا ما توفر لي اي فرصة عمل عابرة، لم أتعود أن اسرق أو امد يدي للحرام، فعلى الأقل حاويات الزبالة ليس فيها أذى للآخرين لكن بالمقابل الأمر كان صعباً علي في البداية لكن مع مرور الوقت تعودت، فلايوجد أحد يستطيع أن يتحمل ما مررنا به من ظروف صعبة سابقاً وما نمر به حالياً، إنه جحيم حقيقي، قسوة الحياة اكلت كل شيء جميل فينا.

شاهد بالفيديو :سوريون من قلب دمشق: صرنا نحلم باللحمة والخضار 

بالعودة الى دمشق، فهي ليست كما سبق كما ذكرنا سابقاً، هي في غاية الحزن، وعند مرورك بشوارعها لابد لك أن تلاحظ حجم الحزن في قلوب العابرين في شوراعها، وإن استطعت أن توقف عابراً وتسأله عن قصته عليك ألا تتفاجىء من هول ما حدث معه ومايمر به.

البعض قد لايستطيع إكمال قراءة هذا المقال حتى نهايته لقسوة قصصه، لكن من وصل إلى هذه الكلمات عليه أن يعلم أن ما سبق هو مجرد قصص عابرة وقد تكون أقل من عادية، فتحت الرماد نار قد تشتعل من جديد، نار أصحابها خسروا كل شيء ولايوجد لديهم أي شيء يخافون عليه.

شيراز البني – دمشق – خاص أنا إنسان 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *