أخبار

اعتصام للاجئين سوريّين في لبنان.. هل سينقذ معاناتهم مع المفوضيّة؟

لم تعد معاناة اللاجيء السوري في لبنان تقتصر على سوء معاملتهم والنيل من كرامتهم بل الوضع تعدّى ذلك ليصل إلى لقمة العيش التي يحصلون عليها من الجمعيات الخيرية والجهات المانحة، فقد تطوّرت الوضع إلى تقليص الدعم الذي تقدمه “المفوضية السامية للأمم االمتحدة لشؤون اللاجئين” سواء على صعيد المساعدات الغذائية، أو الخدمات الطبية، وحتى على تقديم أماكن للسكن للتخفيف من حالة التشرد التي انتشرت وخصوصاً للأطفال الذين فقدوا آبائهم بسبب أوضاع الحرب في سوريا، وحتى التعليم أصبح حلم بالنسبة للأطفال السوريين في لبنان.

وقد قدّم اللاجئين السوريين في لبنان شكاوي لقسم الحماية التابع للمفوضية، ولكن لم يكن هناك أي إستجابة لهذه الشكاوي من قبل المفوضية، ما أجبر اللاجئين إلى إقامة وقفات احتجاجية جديدة أمام مركز الأمم المتحدة في مدينة طرابلس اللبنانية منذ ما يقارب العشرون يوماً، مع العلم قيام اللاجئين السوريين سابقا بالكثير من الوقفات الإحتجاجية رفضاً لسياسة المفوضية تجاه اللاجئين.

شاهد بالفيديو : ماذا طلب لاجئون سوريون من المفوضية في لبنان؟ | ما تبقى

بدأت هذه الاحتجاجات بوقفات صامتة تقتصر على رفع لافتات كتب اللاجئون عليها أوجاعهم ومطالبهم، ولم تلق أي إستجابة من قبل المفوضية بالرغم من مشاهدة موظفي مركز المفوضية للمعتصمين أثناء الدخول والخروج من وظائفهم. ثم لجأ المعتصمون للهتافات من أجل إيصال أصواتهم للضغط على موظفي الأمم بحثاً عن حل مشاكلهم وأيضاً باءت هذه المحاولة بالفشل.

أما في تاريخ ٢١/١/٢٠٢٠ قرر بعض المحتجين القيام بالإضراب المفتوح عن الطعام أمام مركز الأمم المتحدة من أجل نيل حقوقهم المشروعة من قبل المفوضية بحسب تصريحات المعتصمين الذين تزداد أعدادهم بشكل يومي.

كما أن المعتصمين طالبوا للمساعدة العاجلة للكثير من الحالات الصحية العاجلة للاجئين السوريين التي عُرضت على موظفي الأمم داخل المركز من قبل أهاليهم على أمل تحويلهم لأطباء مختصين، ولكن لم يتم الإستجابة لهذه الحالات بتقديم الرعاية لهم، ما جبر أهاليهم للانضمام للوقفات الإحتجاجية.

الأستاذ “خالد حمد” هو أحد المعتصمين الذين يشاركون بشكل يومي في الإحتجاجات، رغم الطقس العاصف والأمطار الغزيرة والبرد الشديد. في سؤالنا له عن سبب وجوده في الاعتصام رغم هذه الأجواء: “لَن يثنينا شيء عن النزول والمطالبة بحقوق جميع السوريين، فقد كان هناك الكثير من الوعود التي قدمتها لنا الأمم المتحدة ولم يتم تنفيذ شيء منها، أطفالنا معظمهم بلا مدارس، وشبابنا غير قادرين على العمل لتأمين لقمة العيش بعد قرار الحكومة اللبنانية بخصوص اليد العاملة الأجنبية”.

وأضاف تفاصيل معاناة السوريين: “أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان اليوم في غاية الصعوبة، هناك الكثير من العائلات السورية افترشت الطرقات والأرصفة بعد إخراجهم من منازلهم لعدم قدرتهم على تأمين المال الكافي لدفع أجرة السكن، وفي كل يوم نسمع أخبار عن حالات الوفاة، وعن ولادة النساء على أبواب المستشفيات بسبب رفض المستشفيات إدخالهم إلا بعد تسديد كافة تكاليف العلاج، والآون لدينا حالات إغماء في صفوف المضربين عن الطعام” هكذا ختم الأستاذ “خالد” حديثه عن الأوضاع التي جبرتهم على النزول للمطالبة بحقوقهم.

يشعر المعتصمون والمضربين عن الطعام بالخوف من التعتيم الإعلامي على تحركاتهم، ويطلبون المساعدة من أجل نقل أوجاعهم ومعاناتهم إلى المركز الرئيسي للأمم المتحدة، من أجل النظر في أوضاعهم وإيجاد الحلول من أجل إخراجهم الواقع الصعب المعيشي والصحي والاستقرار الذي بات حلمهم الأوحد.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *