أخبار

اغتصبوا الفتيات أمام ذويهم … وفقدت زوجي خلال رحلة هجرته

بيسان السمان – خاص “أنا قصة إنسان”

 أنا السيدة أميرة كرمنشاهي…أحمل الجنسية الإأيرانية، ومقيمة في مدينة حلب منذ نعومة أظافري أنا وعائلتي، نتحدث العربية ولا أعلم شيئاً عن إيران سوى أنني أحمل جنسيتها…

تزوجت من السيد خالد التلي من مدينة حلب وكنا نقيم في منطقة سيف الدولة …أنجبت منه خمسة بنات وولد …ابنتي الكبرى تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً …بعد أن بدأت الثورة السورية، وتحديداً بعد قصف الطيران الأسدي لمنزلي قررت أنا وزوجي أن نلوذ بالفرار إلى تركيا خوفاً على بناتي وابني الوحيد وأقمنا هناك مدة سنة ونصف، كان زوجي يعمل خلالها هو وابني في مشغل للحياكة واضطررنا فيما بعد أن تعمل ابنتي الكبرى أيضاً فالغلاء هنا لا يرحم ونحن عائلة كبيرة.

جاءنا يوماً صديق لزوجي وعرض عليه السفر إلى الجزائر من ثم الدخول إلى ليبيا عن طريق المهربين ليهاجرا بالبحر بطريقة غير شرعية قاصدين أوربا، وأسهب قائلاً: “بعد أن تصل وتحصل على الاقامة بإمكانك أن تقوم بلم شمل لعائلتك كي لا تعرضهم للمخاطر”، وقد راقت الفكرة لزوجي وبدأنا بالتقنين أكثر كي نجمع المبلغ المطلوب لهجرته، إلى أن فاجأتنا ابنتي فاطمة الزهراء بطلبها في أنها تريد السفر مع والدها لشدة تعلقها به، وكان ما أرادت …

غادرا الأراضي التركية، ووصلا إلى الجزائر برفقة عدد من الاشخاص السوريين… وفي صحراء الدبداب الجزائرية أوقفتهم مجموعة من قطاع الطرق واحتجزوهم ليلتان تعرض خلالها الشبان للضرب بعد أن أخذ اللصوص منهم أغلب الأموال التي كانت بحوزتهم واغتصبوا فتاتين من مدينة دمشق كانتا مع والديهما، حيث لم تفلح توسلات الوالدين بأن تقنع الذئاب البشرية من تركهما وشأنهما.

وأخيراً دخلوا إلى الأراضي الليبية، ووصلوا إلى مدينة زوارة… وبعد ثلاث ليالٍ من مكوثهم فيها جاء موعد الرحلة وصعد الجميع إلى القارب الذي كان مهترئاً تدخل إليه المياه من قبل المسير، وأيضاً لم تفلح توسلات الأمهات للمهرب بأنهم عدلوا عن الفكرة ولا يريدون الإبحار خوفاً على مصير أطفالهم في هذا المركب المتهالك …وكان جواب المهرب بأن أشهر سلاحه بوجههم وتلفظ بكلمات بذيئة كي يسكتوا وهكذا بدأت الرحلة وبدأ الناس بالغرق…

صورة "فاطمة الزهراء التلي" الطفلة الناجية من الغرق
صورة “فاطمة الزهراء التلي” الطفلة الناجية من الغرق

ابنتي “فاطمة الزهراء التلي” وصلت مع الناجين إلى مشفى مدينة زوارة، ورأتها فتاة سورية تقيم في المدينة كانت قد سمعت بحادثة الغرق فذهبت لترى إذما كان أحدهم بحاجة للمساعدة، تحدثت مع إدارة المشفى ووقعت على الاوراق التي تثبت أنها تكفلت بابنتي ثم أخذتها إلى منزلها واتصلت بي وأخبرتني بما حدث، وقالت إن زوجي في عداد المفقودين، لم تشأ أن تخبرني أن جثته وصلت الى الشاطئ وتم دفنه خوفاً على صحتي.

بدأت بالتواصل مع تلك الفتاة بشكل يومي، لأن زوجي غرق وغرق معه جواز سفره وجواز سفر ابنتي، حيث تواصلت هي مع الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر الليبي فرع مدينة زوارة، واستطاعت بعد خمسة أشهر أن تحصل لابنتي على وثيقة سفر إلى تركيا… فعادت لي ابنتي بعد طول غياب.

استقبلتها في مطار أتاتورك وكان يوماً لن أنساه ما حييت…

أنا سيدة فقدت زوجها… وعانت الكثير طيلة خمسة أشهر بينما رأت ابنتها نور عينيها …والآن لا أستطيع إلا أن أقول الحمد لله على كل حال واشكر الله كل يوم ألف مرة على عودة ابنتي.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *