أخبار

البرد يفاقم معاناة أهالي حلب والسلطة عاجزة عن تأمين العلاج ومواد التدفئة لهم

خاص -حلب – محمد حردان

شهدت أحياء مدينة حلب التي تسيطر عليها السلطة السورية في الأيام القليلة الماضية العديد من الإصابات بنزلات البرد الشديدة، كما تم تسجيل عدة حالات وفاة سببها السكتات القلبية التي أصيب بها كبار السن في ظل غياب وسائل التدفئة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وسط عجز السلطة عن تقديم ما يكفي من الوقود للمدنيين.

وقال أحد سكان “حي المشهد” في مدينة حلب لموقع “أنا إنسان” حول الأمر: “يوم الخميس بعد منتصف الليل بدا على والدي التعب، ونعلم أن سبب ذلك البر،  فالبيت يخلو من جميع وسائل التدفئة. ووالدي مريض قلب وجسمه ضعيف لا يحتمل. ساءت حالته ما اضطرنا إلى إسعافه إلى المشفى، وحين وصلنا كان لا يستطيع التنفس وحالته حرجة جداً لنفقده بعد وصولنا، بسبب سكتة قلبية إنتابته نتيجة البرد الشديد”.

وأضاف: “حتى من بقي على قيد الحياة ولم يمت سيصاب بالمرض نتيجة البرد الشديد, فأصبحنا لانقوى على مقاومة المرض ومواجهة نزلات برد كالتي نمر بها، في ظل عجزنا عن إيجاد وسائل تدفئة أو حلول بديلة. ومن يمرض لا تستقبله المستشفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، ولا تستطيع تقديم العلاج له ونحن أيضاً لا نستطيع شراءه بسبب ارتفاع سعره”.

وتابع: “أصبحت أنا وعائلتي المكونة من ستة أفراد بعد فقدان والدي، نعتاش على الأجر اليومي الذي أحصل عليه والذي بالكاد يسد رمقنا، فالعديد من احتياجاتنا الأساسية نغفلها لعدم قدرتنا على تأمينها وسط غلاء فاحش في الأسعار. علينا الاختيار في أن نموت من الجوع أو البرد”.

أخبار ذات صلة: مع أول عواصف الشتاء القوية.. مناطق السلطة السورية لا مازوت ولا كهرباء

وعلى بعد كيلوميترات قليلة من “حي المشهد”، قالت السيدة “إيمان”، وهي إحدى سكان حي الأنصاري الشرقي: “أقيم في منزلي مع أطفالي الثلاثة بعد اعتقال قوات السلطة السورية لزوجي، عقب خروج فصائل المعارضة المسلحة وسيطرتها على المنطقة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت بلا معيل. البعض من أهالي الحي يساعدوني وأهلي يرسلون لي ما تيسر لهم، لكن هذا لا يكفي سوى لشراء المواد الغذائية الأساسية، كما أحصل على سلة مواد غذائية أتلقاها من جمعية إغاثية”.

وأشارت إلى أنها تعيش منذ سنوات بدون وسيلة تدفئة، قائلة: “أنا غير قادرة على شراء مادة المازوت أو الحطب،  والكهرباء غير متوفرة في المنطقة أيضاً. أطفالي الثلاثة صغار في السن وكبيرهم لا يتجاوز التاسعة من عمره، وابني الصغير في كل عام تسوء حالته في فصل الشتاء فالطفل في عمره يحتاج إلى الدفء والرعاية والتغذية التي يفتقدها وإخوته لكن ليس باليد حيلة.”

وزادت: “ليلة البارحة ساءت حالة ابني الأصغر جداً وللحظة ظننت أني سأفقده، ذهبت مع أحد جيراني إلى المستشفى، لكنهم امتنعوا عن استقبالنا بسبب حالات كورونا وقلة الغرف والأسرَة، واصفين الحالة بأنها بسيطة ولا تستحق العلاج، وأن الطفل يعاني من نزلة برد وعلينا تدفئته دون معاينته أو تقديم علاج له…كيف سيكون ذلك وأنا لا أملك سوى ثمن الطعام في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة تأمينها”.

شاهد: الأمطار تغرق مخيمات الشمال السوري

بدوره قال مصدر خاص في مستشفى الجامعة في مدينة حلب في تصريح خاص لـ”أنا إنسان” حول الأمر: “وردتنا في اليومين الماضيين حالات عدة بسبب المنخفض الجوي على المنطقة، ونعلم أن القادمين ممن لا يملكون وسائل تدفئة في منازلهم وهذا السبب في سوء حالتهم.”.

وتابع: “يوجد حالات خطرة وكبار السن وأصحاب البنية الضعيفة لا يستطيعون مواجهة البرد خاصة مع انخفاض درجات الحرارة تحت الصفر الأمر الذي أفقدهم حياتهم. كما أننا لم نستطع استقبال جميع الحالات فالغرف والأجنحة في المستشفى ممتلئة بمصابي كورونا، ونحن عاجزون عن تقديم الأدوية لهم لأننا نعاني من صعوبة في تأمينها”.

وقبل أيام قالت الأمم المتحدة، إن ما يزيد عن 67 ألف نازح داخلي في نحو 200 موقع شمال غربي سوريا تضرروا من الفيضانات التي شهدتها المنطقة/ وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، والذي قال إن عمليات النزوح ناجمة عن تهدم أو إتلاف ما يقارب 11 ألفا و500 خيمة في المنطقة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن شخصا توفي وأصيب 3 جراء تعرض خيامهم للتدمير نتيجة الفيضانات، مشيرا إلى أن الأضرار لم تقتصر على شمال غرب سوريا إذ اضطرت عائلات للنزوح داخليا في مناطق أخرى مثل طرطوس بسبب الأمطار الغزيرة.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *