أخبار

“الجيش الوطني” يضيّق الخناق على المدنيين في ريف حلب

خاص – حلب

عندما أراد “محمد” القادم من إدلب أن يصل إلى مدينة اعزاز شمالي حلب، كان عليه أن يجتاز مجموعة كبيرة من الحواجز، التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والذي يدير المنطقة ويضيق الخناق على المدنيين.

أخذت العملية منه وقتا أطول مما كان يعتقد، فقد كان الجميع عبر هذه الحواجز يشددون في تفتيش الحقائب، ويدققون على البطاقات الشخصية، وفي أغلب الأحيان “كانت معاملتهم للمارين، “غير لائقة”، بحسب ما قال لموقع “أنا إنسان”.

في العام 2016 بدأ ريف حلب الشمالي يشهد تغيرا جذريا في الجهات المسيطرة، حيث شن الجيش التركي عملية مشتركة مع قوات المعارضة تحت اسم “درع الفرات” التي طردت “داعش” من أهم معاقله في المنطقة، وفي العام 2018 كانت المنطقة على موعد مع معركة مشابهة تحت مسمى “غصن الزيتون”، طالت هذه المرة منطقة عفرين التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”. وبعدها خضع كامل الشريط الحدودي بدءا من جرابلس وحتى قرية الغزاوية لسيطرة الجيش الوطني، الذي قام بتقسيم المنطقة على أساس فصائلي. ما جعل لكل فصيل سلطة نافذة في منطقة محددة، من خلال نشر عشرات الحواجز العسكرية.

معاملة غير لائقة

لا تتجاوز المسافة بين معبر الغزاوية الذي يعتبر آخر نقطة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، وبين مدينة اعزاز أكثر من 40 كيلومترا، مع ذلك، تتجاوز الحواجز الموزعة على هذا الطريق 6 حواجز يتمركز فيها عناصر مشتركة من الجيشين الوطني والتركي.

وفي هذا الشأن قال الشاب “سليمان”، الذي يقطع هذا الطريق بشكل يومي تقريبا نحو جامعة “حلب الحرة” في اعزاز، في حديث لـ”أنا إنسان”، إنه “كل يوم نفس التفتيش والتدقيق، أغلب عناصر الجيش الوطني يتحدثون إلينا بعنجهية ودون احترام”.

وأضاف أن المرور من أي حاجز يخضع لمزاج العناصر المتمركزة فيه “أحيانا يسمح لنا بالمرور دون تفتيش.. لكن في كثير من المرات يدققون على البطاقات والأوراق التي بحوزتنا، وهم يلقون عبارات سخرية مع استعراض للعضلات أمامنا”.

أخبار ذات صلة: عفرين.. انتهاكات جديدة لـ”فرقة الحمزة” والضحايا مدنيون والتوتر يشعل المنطقة

فرض إتاوات وغياب الرقابة

يعتبر المرور عبر الحواجز نحو مدينة اعزاز أسهل، مقارنة بعبور عشرات الحواجز المنتشرة بين قرى عفرين، فهناك يشعر المرء، وخصوصا إذا كان يقود مركبة حتى ولو كانت مدنية، كأنه يخضع للمساومة حول مروره من هذه الحواجز، وفق ما أكد تاجر المواد الغذائية “أبو عبد الله”.

اضطر “أبو عبد الله” لدفع مبالغ مالية لهذه الحواجز على شكل “إتاوات” يفرضها المسؤولون عنها على المركبات التي تمر من هذه الطرقات. “إنهم لا يشبعون” يعلق “أبو عبد الله” ويضيف: “هناك حالة ابتزاز عامة للسكان سواء كانوا من أهالي عفرين الأصليين أو مهجري ريف دمشق المقيمين فيها.. لا نشعر بالراحة هنا أبدا”.

شاهد: الجيش الوطني يفتتح معبرا مع قوات السلطة بريف حلب

الانتهاكات الصادرة عن الجيش الوطني في عفرين لا تتعلق بالحواجز فقط، بل هناك سرقات والاستيلاء على أراضي ومنازل، قام بها أفراد تابعون لهذا الجيش منذ انتهاء عملية “غصن الزيتون” وحتى الآن.

كشف أحد الشهود من سكان مدينة عفرين، كيف دخل أفراد “الجيش الوطني” إلى المدينة عقب خروج “قوات سوريا الديمقراطية” منها، حيث استباحوا المتاجر الممتلئة بالبضائع إضافة للمركبات والشاحنات والآلات التي تستخدم في فلاحة الأراضي، وقال واصفا الأمر: “كانت مشاهد قاسية.. وحدثت فوضى لا يمكن تصورها”.

وقالت سيدة كردية، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إنها تعرضت لسرقة مصاغها عندما اقتحم منزلها مقاتلون تابعون لـ”الجيش الوطني” وهددوها بالاغتصاب إن لم تخرج جميع الحلي التي تمتلكها، حيث قالت: “كنت خائفة من تنفيذ ما هددوني به لذلك أعطيتهم كل ما أملك من أساور وحلق وخواتم ذهبية”.

في المحصلة.. يبدو النظام والانضباط واضحا في كل من مدن الباب وجرابلس واعزاز باستثناء المعاملة السيئة للحواجز المتمركزة فيما بينها والانفجارات والاغتيالات، أما في عفرين وضواحيها فلا تزال الفوضى عارمة، إضافة للانتهاكات المستمرة التي يقف خلفها عناصر وضباط من “الجيش الوطني”.

 

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *