أخبار

“الحافلات المتنقلة”.. مشروع تعليمي إسعافي بإدلب لمساعدة الأطفال المنقطعين عن الدراسة (صور)

إدلب – بلال بيوش

يعاني القطاع التعليمي في شمال غربي سوريا، من معوقات عدة، وجاء فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) ليزيد الأمور تعقيدا، وسط محاولات خجولة من منظمات إنسانية ومتطوعين لإطلاق مشاريع تساعد الأطفال وخاصة المنقطعين عن التعليم من أجل الحصول على حقهم في الدراسة.

حافلات متنقلة للتعليم

وفي هذا الشأن أطلقت منظمة إنسانية، مشروع لمساعدة الأطفال على الحصول في حقهم بالتعليم، حيث خصصة “حافلات تعليمية” مهمتها الذهاب للمخيمات وإعطاء الدورس للأطفال.

مصدر الصورة: أنا إنسان

وقال، عبدالعزيز عرسان، منسق برنامج التعليم في منظمة “سيريا ريليف”، إنهم أطلقوا المشروع بسبب الحاجة الماسة للوصول إلى الأطفال المنقطعين عن الدراسة، والذين هجرتهم قوات السلطة السورية وأجبرتهم على النزوح من منازلهم. 

وأضاف أن المشروع يشمل المخيمات العشوائية الموجودة في منطقة إدلب بالتحديد معرتمصرين وعدد الأطفال المستفيدين منه هو 720 طفل، من أعممار 6 سنوات وحتى 18 سنة في 4 مخيمات رئيسية ولمدة 4 أشهر، حيث جاء اختيار هذه المنطقة بعد إجراء تقييم للاحتياجات فيها بالتنسيق مع مديرية “التربية الحرة”، إذ أن الأطفال منقطعون عن الدراسة منذ أكثر من سنة، لعدم وجود مدارس.

بدوره قال، جمعة عبدالله الحمادي، وهو معلم في الحافلات، إن المشروع يستهدف المخيمات التي تفتقد إلى أية نقاط تعليمية أو مدارس، وهو عبارة عن حل إسعافي يستطيع الطفل من خلاله استدراك ما تم فقدانه من مراحل تعليمية أثناء النزوح.

أخبار ذات صلة: عمالة الأطفال في زمن الحرب السورية.. حرمان من التعليم والاستقرار النفسي

ووصف المشروع بأنه عبارة عن ممر من خلاله يتهيء الطفل للانتقال إلى التعليم الرسمي بكل أريحيه، ويمكن أن يحقق بعض الأهداف على المدى القريب، ومنها خلق جو تعليمي للأطفال وتعريفهم بأن التعليم ضروري.

ويتم استهداف نحو 190 طالب في الباص الواحد، مقسمين إلى مجموعات حسب مستواهم وأعمارهم.

مصدر الصورة: أنا إنسان

والمشروع مجاني بشكل كامل جدا ولايحمل الأهل أية أعباء مالية مهما كانت بسيطة، على العكس يقوم المشروع بتغطية نفقات القرطاسية التي يوزعها بشكل مجاني ويوفر بيئة صديقة للطفل من خلال تجهيز الباص وتكييفه وتأمين مايلزم لصحة الطفل من مساند ومن مواد تعليمية، بحسب منسق برنامج التعليم.

وعن المنهاج الذي يتم تدريسه قال منسق البرنامج، إنه منهاج “التعلم الذاتي” ومنهاج “محو الأمية”، وهما منهاجان مرخصان كعمل من قبل مديرية التربية بالإضافة لمنهاج التعلم العاطفي والاجتماعي.

تحديات تواجه العمل

يواجه هذا المشروع تحديات كثير، حيث قال عبدالعزيز عرسان، منسق برنامج التعليم، إن هناك عدد كبير من المخيمات غير المكفولة من الناحية التعليمية الأمر الذي يتطلب موارد أكبر، وأيضا قصر المدة التعلمية في الباصات.

والتحدي الأكبر عدم مقدرة الحافلات المتنقلة على تسجيل هؤلاء الأطفال وتسجيل أوراقهم بشكل رسمي، وأيضا ترك مواقع العمل فارغة بدون بديل يتابع تعليم الاطفال بعد الخروج واستهداف مواقع جديدة.

مصدر الصورة: أنا إنسان

ويضاف إلى ذلك الأعداد الضخمة للطلاب المنقطعين عن الدراسة، والذين يحتاجون إلى تغطيتهم، والفروق بين مستويات الأعمار.

ويعمل المسؤلون عن الحافلات المتنقلة على تعقيمها بشكل دوري، خوفا من فيروس كورونا المستجد، وكذلك تعقيم الأطفال والالتزام بالتباعد الاجتماعي من أجل سلامتهم.

مشروع إسعافي مؤقت

أكد منسق البرنامج، أن الحافلات التعليمية المتنقلة هو استجابة تعليمية طارئة ومناصرة للمنظمات المعنية بالشأن التعليمي، مردفا: “نحن ندعم أي جهد مهما كان بسيط في تعليم أطفالنا والوصول إلى أبسط حقوقهم، وأهمها التعليم، ولكن لانريد نهائيا أن تبقى هذه الاستجابة لأنها لاتحل مكان التعليم الرسمي.. وفكرة المدرسة والمنهاج وتوثيق سجلات الأطفال وإعطاء أرقام إحصائية لهذه المدارس.. فالباص التعليمي هو حل مؤقت”.

أخبار قد تهمك: أطفال سوريا ضحايا عنف السلطة السورية التي تتفنن بقتلهم

بدورها قالت مدرسة تدعى “فاتن غزال” مشاركة في المشروع، إن المشروع جيد ولكنه “مؤقت ولا يغني عن المدارس، ولا يستطيع تحقيق الأهداف لأن وقته قصير، فالعمل لا يتجاوز 6 ساعات، ولا يتابع الطالب ما يأخذه كما لا يتناول المشروع جميع المواد”.

وشددت على ضرورة استمرارية التعليم في هذه المخيمات، لأنهم كانوا منقطعين عن الدارسة منذ أشهر طويلة جدا، ولا توجد أي متابعة لهم.

 

مديرية التربية: الدعم غير كاف لتغطية المناطق كافة

مصدر الصورة: أنا إنسان

قال، مصطفى الحاج علي، عضو المكتب الإعلامي في مديرية تربية “إدلب الحرة”، إن هناك عدد كبير من المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف إدلب، ونظرا لعدم حصول التربية على الدعم بشكل حقيقي وكاف من المجتمع الدولي، وكثيرة العوز والحاجة للمخيمات، لا تستطيع المديرة تغطية كافة المناطق.

وأشار إلى أن المديرية تتواصل مع المنظمات لسد النقص وإرجاع الطلاب إلى المدارس، قدر المستطاع، وتأمين بعض مستلزمات التعليم، في أكثر المناطق حاجة.

ولفت إلى أن عدد المتسربين من المدارس تجاوز الـ 250 ألف لطالب، وربما يصل العدد إلى أكثر من 400 ألف لأن الإحصائيات غير دقيقة، باعتبار الوضع صعب جدا، بحسب قوله.

 

أهال سعداء لتعلم أطفالهم الأحرف لأول مرة!

قال، خالد الجمعة، والد طفل يدعى “محمد” ويتلقى التعليم في الكرفانات، إن المشروع جيد وخاصة أن الأطفال منقطعين عن الدراسة منذ نزوحهم.

ورأى أنه لو قام القائمون على المشروع بتعليم الأطفال الحروف الأبجدية، وكتابة الأرقام فقط، تكون نتيجة كبيرة وحقيقية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

مصدر الصورة: أنا إنسان

وأشار إلى أن طفله يبلغ من العمر 8 سنوات، وإلى الآن لا يعرف الأحرف ولا يعرف القراءة أو الكتابة، وتمنى أن يتم إنشاء مدرسة دائمة في المخيم الذي يقيمون فيه.

وعبّرت طفلة عن سعادتها بالحافلات التعليمية، قائلة إنها لم تذهب للمدرسة منذ سنة، بعد نزوحها من ريف حلب الجنوبي، وتمنت أن تصبح رسامة مشهورة جدا عندما تكبر.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” قالت في تقرير لها، إنّ أكثر من نصف الأطفال الذين يعيشون في سوريا محرومون من حقهم في التعليم، وأوضحت أن أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40 في المئة تقريباً من الفتيات.

 

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *