أخبار

بسبب البطالة.. شبان الشمال السوري يختارون طريق الهجرة

تشهد مناطق الشمال السوري هجرة الكثير من الشبان بسبب ندرة فرص العمل و اكتظاظ المنطقة وكثرة عدد النازحين وتجمعهم في منطقة جغرافية ضيقة، إضافة إلى قلة المشاريع الاستثمارية، واعتماد شريحة من السكان على المساعدات الإنسانية.

وارتفعت نسبة البطالة بشكل قياسي بين الشبان، وخصوصاً خريجي الجامعات والمعاهد بعد موجة التهجير التي شهدتها مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي خلال العام 2020 والعام الجاري، مما دفعهم إلى التفكير بالهجرة إلى تركيا وأوروبا.

وخلال شهر واحد رصد موقع “أنا إنسان” هجرة ما يقارب 30 شاباً و10 عوائل وصلوا إلى النمسا والسويد وألمانيا من قرية واحدة في إدلب

وقال شاب يدعى “عماد العرب” ويبلغ من العمر 26 عاماً، إنه خرج من ريف إدلب الجنوبي إلى منطقة سرمدا ومن ثم قرر الهجرة لعدم قدرته على إيجاد فرصة عمل، حيث اجتاز الحدود وبعدها إلى اليونان، ومن ثم وصل إلى النمسا مؤخراً.

اقرأ: إعلان مخيمات الشمال السوري مناطق منكوبة.. والبطالة تصل إلى 80 بالمئة في إدلب

مصدر الصورة: أنا إنسان

وأضاف: “بقيت لمدة عام كامل أبحث عن عمل يساعدني أنا وعائلتي على تدبر أمور المعيشة ولكن لم أجد، وبعدها قررت الذهاب إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا ولكن عدم وجود أموال كان العائق أمامي للهجرة”.

وأضاف: “قمت بالاستدانة من أحد أصدقائي ودخلت إلى تركيا، حيث عملت في مطعم لعدة أشهر، حتى أمنت مصاريف الطريق من أجل رحلة الوصول إل القارة الأوروبية”.

وأشار إلى أنه على الطريق واجهته صعوبات كثيرة ولكن مع الوصول إلى النمسا تغير وضعه بشكل كبير، حيث حصل على شقة مع أصدقائه وراتب شهري يقدر ب1000 يورو، ويحاول الآن لم شمل عائلته.

وشهدت الفترة الممتدة من عام 2017 حتى عام 2020 انخفاضاً ملحوظاً في موجات الهجرة بسبب التشديد الأمني الكثيف على الحدود التركية، إضافة إلى ارتفاع أسعار التهريب من تركيا إلى اليونان ناهيك الصعوبات التي تواجه اللاجئ.

“عبد القادر الجهاد” لاجئ من ريف إدلب إلى السويد وصل مع عائلته قبل أشهر، وذلك بعد رحلة مضنية استمرت أكثر من 3 أشهر ودفع خلالها مبلغاً مالياً قدره 21 ألف دولار أمريكي حتى استطاع الوصول إلى أوروبا.

واعتبر “عبد القادر” أن “الوصول لأوروبا بمثابة حلم لآلاف الناس في سوريا، وقال: ” قمت ببيع شقة وكذلك أرض زراعية حتى استطعت النجاة أنا وعائلتي من الوضع المعيشي والأمني الذي يعاني منه المدنيين في سوريا”.

وتابع: “غامرت بحياتي من أجل تأمين حياة أفضل لأطفالي من ناحية المعيشة والتعليم والصحة، وكذلك الحفاظ على حياتهم من قصف السلطة السورية وروسيا خصوصاً بأن الحملات العسكرية لا تتوقف في إدلب”.

وحول أسباب هجرة السوريين من شمال سوريا قال: “ليس هناك مستقبل لكي تتحسن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والجميع فقد الأمل في وجود حل سياسي، والانتهاء من عيشة الخيام لذلك القسم الأكبر بات هاجسه الهجرة”.

وتتصدر ألمانيا، دول الاتحاد الأوروبي باستقبال طلبات اللجوء خلال النصف الأول من العام الحالي، بأكثر من 47 ألف طلب لجوء، وجاءت نسبة السوريين المقدمين على الطلبات بحوالي 36 بالمائة

وقال الباحث في مركز “ألوان” للدراسات “فيصل السليم” إن “نسبة 80 بالمئة من السكان تحت خط الفقر وكذلك فإن أغلب الشبان يجدون أنفسهم دون عمل أو مستقبل لحياتهم، وخصوصاً حملة الشهادات الجامعية مما يدفعهم للبحث عن حياة أفضل خارج سوريا”.

ومركز “ألوان” هو مركز يعنى بالدراسات والبحث وعمليات الإحصاء في مناطق سوريا بشكل عام ويملك عدة باحثين في الشؤون العسكرية والسياسية.

وأشار الباحث إلى أن “بعضهم يكتفي بالذهاب لتركيا للعمل وإكمال دراستهم الجامعية، والبعض الأخر يكمل طريقه باتجاه أوروبا بعد الحصول على المبلغ المالي الذي يمكنه من الوصول إلى البلد”.

واستفاد السوريون أكثر من غيرهم من فرص الحماية في دول الاتحاد الأوروبي خلال عام 2021 إذ تشير الإحصائيات إلى حصول 74 ألفًا و700 سوري على وضع الحماية في دول أوروبية، بما يمثل 27% من العدد الإجمالي، وتلاهم الفنزويليون بنسبة 17%، والأفغان بنسبة 15%.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *