أخبار

حكاية طفلة سورية ناجية.. لكنها لازالت تحت الأنقاض

في سوريا بات الموت أحد أشكال الحياة اليومية ولم تبقي الحرب بأعوامها التسعة من شيء إلا وأصابته بالضرر، عاصفة بالأطفال الذين لم ينجوا من الإستهداف والقتل والإصابات التي أثقلت كاهل أجسادهم الغضة .

ولحسناء قطران الطفلة البالغة من العمر عشر سنوات قصة تشبه قصص كثيرة لأطفال سوريا ،حسناء من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي صنعت بجسدها الصغير درع لحماية شقيقتها الصغرى وشقيقها التي إعتقدت أنها بذلك ستقف حاجزاً أمام آلة القتل الوحشية ولم تدرك حسناء أنها الناجية الوحيدة فيما زهقت أرواح شقيقيها وأصيبت بجروح بليغة إثر تعرض منزلها لقصف الطائرات الحربية الروسية شباط الماضي .

شاهد بالفيديو : حسناء قطران … طفلة سورية تروي مسلسل المعاناة السوري

http://https://www.youtube.com/watch?v=B2jHU8lAMtg

عن تفاصيل الحادثة تقول حسناء ”سمعت صوت الطائرة الحربية تصدر صوتاً مخيفاً كنت مع أخوتي بمفردنا في المنزل، أسرعت بهما إلى المطبخ الإختباء، حاولت حماية أخويّ لكن سقف المنزل سقط علينا وتم إنتشالي وإسعافي لكني لم أشاهد أخويّ بعد ذلك ” وتتابع ”كان جسدي يؤلمني كثيراً ولم أكن أستطيع التحرك ”.

عندما وصلت فرق الدفاع المدني إلى مكان الحادث كانت حسناء على قيد الحياة لكنها عالقة تحت الأنقاض ولا يظهر من جسدها الصغير سوى رأسها وإستمرت عملية إنتشالها لأكثر من ساعتين.

أنس دياب أحد عناصر الدفاع المدني التقط صورة لحسناء مدرجة بالدماء وهي تحت الأنقاض بينما تحاول إنقاذ شقيقتها وشقيقها، لتفوز هذه الصورة بجائزة أكثر صورة مؤثرة من وكالة الصحافة الفرنسية لعام 2019ملتقط الصورة لم يلبث أن قتل أيضاً بعد فترة من الزمن بذات الطائرات الحربية المجرمة ، ليتحول الشاهد إلى شهيد فيما يبقى المجرم حراً طليقاً.

حين زيارتنا لحسناء في المخيم بمنطقة دير حسان شمال سوريا برفقة والدها وزوجة أبيها لم تكن لتخفي سعادتها وضحكتها البريئة بعد حصولها على مساعدات عينية مقدمة من جمعية الحبيب الخيرية ومؤسسة الجمعية أنيسا طرابلسي والتي قدمت لها مجموعة من الألعاب والملابس والهدايا، في محاولة لإعادة الابتسامة لوجه حسناء بعد ماذاقته من ويلات الحرب والنزوح.

وقال الناشط حسين مشكل الذي عاين أوضاع حسناء عن كثب ”تعاني حسناء ظروف معيشية قاسية وسط مخيمات رديئة تخلو من أي وسيلة من وسائل الإستقرار والأمان والراحة وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، وقد حرمت من متابعة دراستها بسبب فقر حال والدها وبعد المدرسة عن منطقة إقامتها ، وهي لا تزال تعاني من إصابتها وأمراض في عينها تحتاج لعمل جراحي مكلف ومستعجل” ويضيف متأثراً لحال أطفال سوريا ” أطفال عمرهم بعمر الثورة لا يعلمون لماذا يقتلون ولما هجروا وعلاما خذلوا في ظل كل الإجرام الذي يواجهونه ” ويمضي معلقاً على فوز صورة حسناء بجائزة كأكثر  صورة مؤثرة  لعام2019  “ كل المجازر التي حدثت في سوريا ، كل القتل والدمار لم تحرك ضمير المجتمع الدولي حتى تحركها هذه الصورة، فنحن أمام مجتمع دولي لا إنساني لا يمكن أن تحركه هذه الصورة ولا آلاف الصور ، ففي الحقيقة ليست هذه الصورة مؤثرة فقط فكل مشهد في سوريا هو مشهد مؤثر سواء لحي أو شهيد ،كل جريمة هي جريمة مؤثرة” وأردف مشكل “أنتهى الخبر ،هذا العالم المدعي للإنسانية نشكره على رأيه بالصورة ولكن ماذا بشأن صاحبة الصورة إنها منسية طبعاً” وبرأي مشكل فإن قلم ودفتر ومدرسة وبعض من الحب أهم من جوائز العالم وألقاب العالم ، حسناء لا يوجد ما يعوضها وينسيها ما مرت به “ولكن القليل من الأمل ليست لهذه الطفلة وحسب بل لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية في هذا الجحيم “وفق تعبيره .

ويؤكد أن هنالك29017 طفل قتلوا خلال الثورة السورية قتلهم نظام بشار الأسد منهم 186طفل قتلهم بالكيماوي و402طفل بالقنابل العنقودية عدا عن آلاف الأطفال المعتقلين والمشردين والمهجرين والمصابين ، ويدعو بدوره كل الجهات الانسانية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لإنقاذ ماتبقى من أطفال سوريا.

 

هاديا منصور 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *