أخبار

ساعدوني في العثور على ولدي

لافا خالد – سويسرا – خاص ” أنا قصة إنسان “

أنا الأم …أم عبد القادر … أم لسبعة أولاد من سوريا، من محافظة حلب وقصتي ….

كنا نعيش والحمد والشكر لله…فجأة تغيرت الأحوال، واشتعلت الحرب في سوريا. مرت سنة من الأزمة وبعدها قرر ولدي وفلذة كبدي الكبير عبد القادر أن يترك البلد ويذهب الى بلد ثانية فيها الأمان والاستقرار.

 سافر عبد القادر الى ليبيا ذاهباً من تركيا إلى مصر، من ثم دخل تهريب من مصر الى ليبيا، وتعذب كثيراً… كانت رحلة شاقة وكان عبور الحدود صعبة جداً والحمد لله وصل الى ليبيا.

 عاش في ليبيا سنة ثم سافرنا “جميع أفراد العائلة “إلى ليبيا.

عبد القادر  عبد القادر متزوج وله ابنتين، الأولى آلاء والثانية طيبة… فرح عبد القادر بوصولنا إلى ليبيا وكان سعيداً بقدوم زوجته وبناته. عشت مع عبد القادر سنة ونصف من ثم بدأت الأوضاع تتغير هناك، كل يوم مشاكل ولا يوجد حكومة في ليبيا تضبط الشعب. تعرض عبد القادر للإهانات كثيراً هناك، وتعرض مرة للضرب آخذين منه سيارته ونقوده…

وفي يوم من الأيام جاءني عبد القادر للمنزل وقال لي: ” يا أمي أريد أن أهاجر للسويد بالبحر فالحياة هنا ما عادت آمنة ولا طبيعية”، اعترضت وقلت له:” لا “، ولكن القدر أجبر ابني على الهجرة… قابل بعض المهربين بليبيا واتفق معهم على كل شيء.

 هيأ حقيبته وذهب في تلك الليلة إلى منطقة اسمها زوارة، بقي فيها لمدة يومين، ولكن اكتشف أن المهرب كان كاذباً، نصب عليه وأخذ كل شيء بحوزته من فلوس ودفتر العائلة وتلفون وأوراق تثبت شخصيته وتعرض هو ومن معه للضرب وقيدوهم ورموهم بصحراء قرب بحر بزوارة ثم قبضوا عليه مع وأربعة من رفاقه ورموهم بمكان بقوا فيه ثلاثة أيام، ثم هرب عبد القادر هو واثنان من رفاقه.

 عبد القادر في ذلك الوقت عاود عبد القادر اتصاله بمهرب آخر، واتفق معه على كل شيء، وكانت هنا الفاجعة… ركب عبد القادر بقارب من زوارة في ليلة الخميس المصادف 10_10_2013 الساعة العاشرة والربع ليلاً، ذلك التاريخ لا أنساه أبداً كأم… وفي ليلة الجمعة المصادف في 11_10_2013وفي الساعة الخامسة الا ربع تقريباً عند غروب الشمس كانت الفاجعة، حيث وصلنا خبر بأن القارب قد أغرق…أغرق يا أمة الخير ولم يغرق.

تعرض القارب للضرب بالرصاص من قبل خفر السواحل الليبية، ظلوا ثلاث ساعات وهم يلحقون بالقارب ويضربوهم بالرصاص، حدثت مشاجرة على متن السفينة وكان القارب يحمل550 شخص تقريباً، منهم عائلات وشباب ومعظمهم أطفال وكان من ضمنهم فلذة كبدي وفؤادي “عبد القادر”.

 أغرق القارب براكبيه، وبقوا في الماء لمدة خمس ساعات لا مجيب لهم سوى الله، من ثم جاؤوا لإنقاذهم… أنقذ من أنقذ وظل عدد كبير مفقود لحد اللحظة “ولا حول ولا قوة إلا بالله” …

ثم ومن بعد حادثة القارب… قرر زوجي أبو عبدو أن يذهب ليسأل عن عبد القادر، سافر زوجي بنفس الطريقة، وقدر الله أن وصل بالسلامة. بقي في إيطاليا لمدة شهرين وهو يبحث ويسأل عن عبد القادر ولكن لم يجد أي أثر عنه، وبعدها قرر أن يكمل طريقه للنروج وقدم على اللجوء هناك، بعدها جئت أنا وعائلتي وعائلة عبد القادر في نفس الرحلة ونفس المعاناة ولكن لا يوجد أي جدوى…

ركبنا القارب بالبحر، وكان أملي ومازالت ثقتي بالله بأن أرى عبد القادر… وصلنا إلى إيطاليا ومكثت ثلاث شهور فيها أسال عنه، ولكنني لم أجد أي أثر له…

 كانت رحلة صعبة شبيهة برحلة الموت، سافرنا بعدها جميع الأسرة إلى النروج، وأنا الآن أقيم فيها بمدينة ملهوس التابعة لمقاطعة تروندهايم… أنا أطلب وأناشد كل شخص مقيم بإيطاليا لأن يساعدني بالبحث عن ابني، يأهل الذمة والضمير، أريد أن يصل صوتي لكل إنسان يعرف به ولديه معلومات بقصص السجون السرية… أناشد الصحافة في كل دول العالم وخصوصاً بإيطاليا بأنهم لو وجدوا ابني عبد القادر بداخل سجن من هذه السجون فليساعدوني… فربما ابني داخل السجن ومتهم بأي شيء لا علاقة له به، أو مريض بهذا السجن، أو أي شيء كهذا… أرجوكم أريد أن تبرد النار في قلبي ، فبالنهاية نحن كلنا بشر…

 مضت على قصة القارب عامين وشهرين، وفي كل فترة أسمع أخبار عن أشخاص كانوا معه بتلك الرحلة…”أب فقد أولاده الاثنين وفجأة وهو يتصفح اليوتيوب بجد مقطع فيديو يرى فيه ولده البالغ من العمر 11 عاماً” ووصلني مقاطع أصوات لأشخاص كانوا محتجزين بسجن بإيطاليا، وقصص أخرى توضح وتثبت بأنه يوجد أشخاص كثيرة محتجزة ولكن كيف أين لا أحد يعرف.

أنا أم فقدت ولدها ولم تعد تعرف أهو حي أم ميت…

 أنا أناشد باسمي وباسم كل شخص فقد عزيز في تلك الرحلة… أناشد العالم من كل الاديان للمساعدة في إظهار الحقيقة التي لا يعلمها إلا الله… أريد أن يصل صوتي للعالم… أنا أم أحترق قلبها على ولدها… بناته يسألوني في كل يوم “أين بابا” ولا يوجد عندي جواب…

 أنا أكتب قصة ابني الآن وأنا أبكي… أريد أن أعرف، أريد أن يطمئن قلبي، أين ابني المفقود؟؟ أطلب من الله من ثم من أهل القلوب الرحيمة بإعادة البحث بكل السجون السرية بإيطاليا.

 ربما كلامي وحرقة قلبي سيشعر بها كل الآباء الذين يعرفون غلاة الولد… يوجد مقاطع فيديو لأناس قد أنقذوا من البحر ولكن أهلهم لا يعرفون أي شيء عنهم حتى هذه اللحظة… يا الله يا سامع الدعاء… يا مجيب الدعوات استجب لدعائي… إظهار الحق باسمك الحق…

 وجزاكم الله كل الخير…

كاتبة القصة… أم فقدت ابنها ولا تعرف أي شيء عنه …أم عبد القادر الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، أرجو كل الرجاء بأن لا يتلف طلبي ويرمى بسلة المهملات… أريد المساعدة ومد يد العون لكل شخص له الاستطاعة بالمساعدة …وجزاكم الله خير.

 أم المفقود عبد القادر حلو عجوري.

من يملك معلومات عن ولدي و يريد التواصل معي :

الهاتف : ‪+47 973 65 908‬

 الايميل : aaggoorr1995@gmail.com>

 
التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *