أخبار

سوريا.. الأزمات وكورونا يغيبون أجواء رمضان في مناطق السلطة

تعيش سوريا أزمات خانقة ومتتالية على كافة الأصعدة، وسط انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل متسارع ومخيف، وتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل بقية العملات الأجنبية، ما أدى لارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وحرم المواطن من التحضير لشهر رمضان المبارك.

تقول “تقى” مهندسة مقيمة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، إن أجواء شهر رمضان وتحضيراته غابت بشكل شبه كامل عن المنطقة التي تقيم فيها، مرجعة ذلك إلى أسباب عدة، أبرزها عدم توفر المحروقات والتي شلت الحركة بشكل كامل، وارتفاع الأسعار بشكل كبير، خاصة في ظل انفخاض قيمة دخل المواطن وراتب الموظفين والتي لا تتجاوز 70 ألف ليرة سورية للموظف الواحد.

وتضيف حول صعبة الأوضاع: “أعمل في المنزل أنا ووالدي وشقيقي، ورغم ذلك اختصرنا الكثير من الأمور والأطعمة في حياتنا، فالأسعار باتت خيالية مقارنة مع دخل المواطن، وتعتبر حياتنا أفضل من غيرنا بكثير، أقسم لكم أن هناك أشخاص لا يأكلون إلا وجبة واحدة في اليوم وتكون عبارة عن خبز وبقايا طعام، فكيف لشعب لا يستطيع أن يؤمّن قوت يومه أن يشعر ببهجة شهر رمضان وأن يتحضر ويزين له”.

اقرأ: بديل اللحمة وغيرها.. السوريون يحاربون الغلاء باختراع أطعمة تناسب جيوبهم

بدورها تقول سيدة من منطقة الزبداني بريف دمشق تدعى “علياء”، إن أسواق رمضان هذا العام تفتقد لزوارها، الذين اعتادوا قبل حلول هذا الشهر بالتحضير والتموين في المنازل، فكل عائلة تبحث حاليا وترتب أمورها لتأمين قوت يومها فقط، إن استطاعت.

وتتابع: “في السنوات الفائتة تعودت أن أنزل إلى السوق واشتري الكثير من الحاجيات فبدل الكيلو الواحد، كنت اشتري ثلاثة وأربعة من كل نوع، أما اليوم وللأسف الشديد نزلت إلى السوق وشاهدت فقط المنتجات والأطعمة، فلا طاقة لزوجي بأن يشتري ويخزن لنا الأطعمة، وسنحذف من قائمتنا الكثير من المأكولات، تخيلوا كيلو اللحم الأحمر وصل إلى 35 ألف ليرة سورية!”.

وحول ارتفاع الأسعار تقول إن كيلو الرز في العام الماضي كان يتراوح سعره بين 1500 و 2500 رز نوع ممتاز، أما اليوم فوصل سعر بعض أنواعه إلى 4500 ليرة للكيلو الواحد، والبعض الآخر بين 2000 إلى 3000 ليرة كذلك السمنة التي كان سعرها 3500 ليرة 2 كيلو، أما اليوم وصل إلى 18000 ألف ليرة.

ومقارنة بين العام الفائت والحالي حول أسعار احتياجات رمضان التقليدية، وصل سعر كيلو التمر إلى 15 ألف ليرة سورية للنوع الممتاز، في حين كان سابقا يتراوح بين 2000 و 4000 ليرة سورية.

أما “أم حسين” وهي سيدة مقيمة في المنطقة المحيطة بمدينة داريا بريف دمشق الغربي أيضا، تقول إنها لم تشعر نهائيا بقدوم شهر رمضان، وتمنت كثيرا أن لا يأتي، فلن تستيطع تأمين كافة المستلزمات لأطفالها في ظل غياب زوجها واعتقاله في سجون السلطة السورية، وأكبر أطفالها البالغ من العمر 18 عاما يعمل بمبلغ مادي قليل جدا.

اقرأ: هيومن رايتس ووتش: ملايين السوريين يواجهون الجوع بسبب الفساد

وتزيد: “في رمضان هذا العام اختلف كل شيء، فلا وسائل لنتنقل بها، والطوابير تنتظرنا، وكورونا يحاصرنا ونخشى على أنفسنا وأطفالنا، فإن أصيب أحد لن نستطيع تحمل تكاليف العلاج والسيطرة على الأمور”.

وتحدثنا عن أجواء رمضان بأنها غائبة ولكن في بعض المناطق هناك حركة، فالبعض يشتري وآخرون فقط يراقبون البضائع في الأسواق ويشتهون ويتمنون أن تأتيهم أموال طائلة ليستطيعوا شراءها، بحسب قولها.

وتشير إلى أنه وبناء على الأسعار فإن سعر الطبخة الواحدة دون المقبلات يصل إلى نحو 13500 ليرة وسطيا، وراتب الموظف يغطي تكلفة 5 طبخات في الشهر فقط في ظل الغلاء.

وذكرت على سبيل المثال تكلفة طبخة “بطاطا بفروج”، قائلة إن تكلفتها تصل إلى 14800 ليرة سورية، فهي تحتاج إلى 3 كيلو بطاطا بسعر 3300 ليرة و2 كيلو فروج بسعر 10 آلاف تقريبا، وفليفلة بسعر ألف ليرة، وبهارات وسمنة وغاز وخبز بتكلفة 1500 ليرة.

وتابعت وعيناها غارقة بالدموع: “طبعا أحسب لك طبخة يستحيل أن أحضرها في الوقت حالي وممكن أن أحضر نصفها أو ربعها فقط، ولا تكفيني أنا وأطفالي الأربعة”.

وحتى شباط المنصرم، كان 12.4 مليون شخص في سوريا على الأقل -من بين عدد السكان المقدر بنحو 16 مليونا- يفتقرون إلى الأمن الغذائي، بحسب “برنامج الأغذية العالمي”، بزيادة قدرها 3.1 ملايين في عام واحد.

اقرأ: الليرة السورية تعاود الانخفاض.. والأسعار تحلّق في الأسواق

وأشار برنامج الغذاء العالمي أنه بحلول شباط 2020 أدى تدهور سعر صرف الليرة إلى تضخم واسع النطاق في جميع قطاعات الاقتصاد السوري، بما في ذلك الغذاء والسلع الأساسية، التي استمرت أسعارها بالارتفاع خلال فترة الإغلاق التي فرضتها السلطة السورية جراء انتشار فيروس “كورونا”.

وتقدر “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، أن 46% من الأسر في سوريا قللت حصصها الغذائية اليومية، وخفّض 38% من البالغين استهلاكهم لضمان حصول الأطفال على ما يكفي من الطعام.

خاص أنا إنسان – سناء محمد

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *