أخبار

في السويداء … حملة لتأمين التدفئة للأطفال والمحتاجين

قد لا يكون مستغربا ، او مستهجنا ، ان يأتي تقرير عن الاحتياجات الإنسانية في سورية لعام 2019، محملا بأرقام  مرعبة  ومفجعة فالسوريون الذين يعيشون تحت خط الفقر ، ومن دون اية مبالغة هم أكثر مما هو معلن ، كيف لا وسقف الكثير من الاسر بات الزيت والزعتر ان تحدثنا عن الطعام ،ناهيك عن قصص مأساوية أخرى لها علاقة بتفاصيل الحياة الاخرى كالطبابة  والتدفئة وغيرهما ..

حسب  التقرير الأممي – الذي نقدر ان ارقامه على فجعتها تبدو مخففة – فإن :”83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وهو أدنى مستوى من الدخل يستطيع به الفرد أن يوفر مستوى “معيشة ملائم” ، كما أن 33% من السكان في سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي.”.

أمام هذا ومع عجز الحكومة السورية  وفشلها ، في تقديم ما يلزم لحياة لائقة وفي ظل النقص الشديد لمواد الطاقة وارتفاع الاسعار،  وتأكل الليرة أمام الدولار تنبري بعض الجمعيات الاهلية.

(تقرير لـ التلفزيون السوري يوضح حالة ضعف القدرة الشرائية في السويداء وعجز الحكومة عن تقديم حلول)

للتخفيف ما أمكن من معاناة السوريين ،والمساهمة ولو بقدر بسيط في التخفيف عنهم.

في هذا المجال  اطلقت جمعية “اسرة البركة لحفظ النعمة ” في السويداء حملة أو كما تسمى في بلهجة أبناء المنطقة  “فزعة “اطلقوا عليها عنوان “حملة التر- بتدفي- طفل “لتأمين المازوت للفقراء وقال النشطاء :” من كل بيت لو لتر مازوت يا اهل النخوي”  ، أضافوا ” قمنا بزيارة لبعض الأسر المستورة وتفاجئنا بأن الاطفال تلتحف البطانيات او ما تيسر من أغطية قد لا تكون كافية لتوفير الدفء..! وتساءل منظمو الحملة  كيف  يمكننا ان نشعر بالدفء وأولاد غيرنا يرتجفون من البرد ..؟ وغمز اصحاب الحملة من قناة التقصير والتجاهل  سواء كان الرسمي او الاسر الميسورة وقالوا :”لو حرمتمونا من الدفايات وقطعتوا  الكهرباء وضيقتوا علينا من كل صوب ، نحن لن نسمح للبرد يخرق عظام أولادنا…

بدورها عبرت سلوى مرهج عزام سؤولة في الجمعية  في حديث خاص عن ارتياحها لسير الحملة والتجاوب الشعبي معها ،من خلال الاتصالات التي تبدي استعدادها لتقديم ما يلزم ،مشيرة الى انه بات في مقر الجمعية كميات من المازوت سيقومون بتوزيعها على الاسر الفقيرة ، كما لفتت عزام الى ان الحملة تقدم  ايضا العديد من الخدمات مثل مبالغ مالية او اجراء فحوصات او تحاليل مخبرية

( تقرير لـ تلفزيون سورية يتحدث عن أزمة الوقود بمدينة السويداء )

لكن عزام اسفت لما يشاهدونه من قصص مأساوية ،  تبعث على الأسى ، فالواقع اقسى من أي وصف او حديث ..وختمت عزام بالتأكيد ان الطموح كبير ان تتمكن الجمعية في المستقبل من تقديم المساعدة الى اكبر عدد من الاسر الفقيرة والمحتاجة .

بدوره قال ابو أمير الجبل من القائمين على الجمعية :” قامت أسرتنا الكريمة وبفضل اهل الكرم والكرامة واصحاب الأيادي البيضاء بجولة  على أهلنا من كبار السن والعجزة وبعض من اصحاب الدخل المحدود وبعد دراسة تامة لوضعهم الصعب تم تقديم ما يقارب 1700 لتر مازوت تدفئة بالمجان ، ولفت ابو امير  ان الجمعية تبرعت بهذا مما جائها من تبرعت من ابناء الجبل ،ومن المتبرعين من تبرع بقسم من ال20 لتر بين اولاده واولاد الاسر الفقيرة ..

يذكر ان “جمعية  اسرة البركة لحفظ النعمة  حديثة النشأة منذ قرابة 8 اشهر فقط وتتعاون مع اطباء ومخابر أبدوا استعدادهم لتقديم ما يلزم بشكل مجاني .

قد يكون الكلام غير معبر بدقة عندما يتحول ، هاجس الاسرة السورية الى تأمين 1 لتر من المازوت للتدفئة ، او عندما يذهب المريض متثاقلا الى مقر الجمعيات ، طالبا اجراء تحليل أو معاينة طبيب كل هذا يحصل والحديث ليس ميتفيزيقيا او فانتازيا انه تراجيدية سورية موجودة ومستمرة ولا احد يعرف متى وكيف ستنتهي .

 

شوكت ابو فخر

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *