أخبار

كتاب “فجأة تغير كل شيء” لأغيد شيخو

أغيد شيخو

بدأ مشروع كتاب “فجأة تغير كل شيء” عام 2014 عندما كنت أعمل في راديو ألوان، فعلى الرغم من الكم الهائل من البرامج التي كنا نقوم بها إلا أنني رغم ذلك وجدت أنه لا توجد مساحة كافية ليتحدث فيها الضيف كما يرغب ويشعر دون أي تدخل من المذيع

لذلك عملنا على برنامج “قصة حدث” الذي كان الضيف يتحدث فيه عن حادثة وقعت له فغيّرت هذه الحادثة حياته كلها، طبعاً دون أي تدخل مني كمقدم، حينها كانت الأحداث مؤلمة إلى درجة كبيرة على الرغم من معرفتنا بالواقع السوري وما يعيشه الناس من فقر وألم وحرب ودم، ولكن سماع القصة من صاحبها كان لها وقع مختلف تماماً، وصراحة كنت اندمج مع الضيف في قصته في كثير من الأحيان دون أن أشعر، فنضحك أحياناً ونبكي أحياناً أخرى سوية دون أن يشعر المتلقي بموجودي.

وبحكم الأثر الكبير الذي تركه ضيوفي قررت تحويل هذا البرنامج الذي استمر لموسمين إلى كتاب يوثق هذه الأحداث ويعرف الناس بها أكثر خاصة أننا نسمع إلى الآن في نشرات الأخبار أرقاماً عن الضحايا أو المهجّرين والفارين من الحرب ولكن الكثير منا لا يكترث لكون وراء كل رقم من هذه الأرقام حكاية وعائلة، أب، أم، زوجة أو حتى أطفال أو أصدقاء لا تذكرهم وسائل الإعلام، وبعد أن انتهينا من البرنامج أعدت كتابة معظم هذه اللقاءات بالإضافة إلى لقاءات كثيرة أجريتها وضممتها لهذا الكتاب، فحاولت أن ألمّ بكل المناطق في سورية، لذلك كانت هنالك قصص من دمشق وريفها ومن حلب وريفها بالإضافة إلى لقاءات من حمص وإدلب وعفرين وغيرها من المناطق السورية

هذا التنوع سببه محاولة الإلمام بالألم السوري قدر المستطاع، صحيح أن تلخيص الأزمة السورية ضمن كتاب واحد يبدو مستحيلاً، إلاّ أن هذا الكتاب يمكن إعتباره إحدى المراجع التي يمكن الإستناد عليها لفهم الواقع السوري في الفترة الممتدة ما بين عامي 2014 – 2017، أيضاً من ناحية أخرى ركزت في الكتاب على ضم اشخاص من مختلف الإنتماءات ليسهل إلى حد ما التعريف بوجهة نظر كل الأطراف، لم يكن الأمر سهلاً وخاصة أننا في هذه الأوضاع عشنا أزمة ثقة كبيرة مع بعضنا، إلا أنني استطعت كسب ثقة أثناء مقابلتهم، و بعد أن أعطيتهم كافة المعلومات عن الكتاب وهدفه، من ناحية أخرى واجهتني مصاعب لإنهاء هذا الكتاب نتيجة عدم رغبة الأشخاص في التحدث عمّا كان يسبب لهم الألم بشكل مستمر، فالحادثة تركت فيهم جرحاً كبيراً على الصعيدي النفسي أو حتى الجسدي، فكانوا مترددين إلى حد كبير في إعادة سرد الأحداث مرة أخرى..

الأمر الآخر الذي أود ذكره أيضاً هي الحالة النفسية التي وصلت إليها بعد سماع كل قصة وتدوينها، فإجمالاً كان الضيف يشعر براحة نفسية بعد سرد الأحداث إلا أن كل تلك الطاقة والمشاعر كانت تنتقل إلي بشكل أو بآخر، وهذا بالإضافة إلى عملي في ذلك الوقت مع اللاجئين عبر مكتب “آسام”، فكم الضغط النفسي هناك، والقصص التي كنا نسمعها بشكل يومي سببت لي ضغطاً آخر، مما جعلني أدخل في حالة تشبه الإكتئاب وجعلني ذلك ألتجئ إلى مرشد نفسي لأتخطى أو أتعايش مع كل تلك الآلام التي سجلتها وعشتها مع أصحابها

في الوقت الذي أعتبرني الضيف معالجاً نفسياً، كنت أيضا ألجئ إلى معالج نفسي آخر دون أن يدروا، ولعل هذا كان سبباً إضافياً في تأخر طباعة الكتاب إلى عام 2018، كنت بحاجة إلى المزيد من الوقت لأستطيع تسجيل هذه الوقائع دون تحيّز أو تعاطف مع أي طرف

لم أتابع مشواري في هذا الكتاب إلى أن وجدت نفسي جاهزاً لذلك

بعد ان انهيت الكتاب تبنى مشكوراً دار pages publishing house طباعة الكتاب ونشره

يمكنكم الحصول عليه من خلال التواصل مباشرة مع دار النشر أو عبر معارض الكتب المقامة في العالم العربي وأوربا..

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *