أخبار

لوسيان الفرنسية … اختارت العيش بدمشق رغم الحرب

سماح الحسين

عاشت الحرب السورية مثلها مثل سائر السوريين الذين لم يتركوا منازلهم طوال الخمسة أعوام, بإحدى أحياء مدينة جرمانا – ريف دمشق, بيتها الصغير الذي تجد فيه مكتبة ضخمة تشعرك بأنك في إحدى مقاهي باريس الثقافية, ومائدة طعام دائماً مجهّزة بالفاكهة, وقطّة !

إنها “لوسيان بيرانجير” السائحة الفرنسية التي دخلت سورية ووقعت في شباك حب دمشق, قد لا تكون المرأة الوحيدة لكنها كانت الأكثر وفاءاً وصدقاً في عشقها للعاصمة بكل مافيها ..

لوسيان البالغة من العمر 67 عاماً، اختارت العيش مع حيوان أليف لتقصي وحدتها وتؤنس صمتها .. ولتخفّف ضجيج الحرب التي تدور في الخارج.

هذا كل ما تبقى لها من وطنها الأم, بعد أن استقرت في وطنٍ أم لم ينجبها, لكنه احتضنها .. الوطن السوري الذي نجد أهله يتسابقون للخروج منه, واحداً تلو الآخر .. بينما هي تزداد رسوخاً وتمسّكاً به.

فلا تلبث ذاكرتها أن توقد نيران شوقها لوطنها فرنسا حتى يمطرها الياسمين الدمشقي فيبرّد قلبها أمل بمستقبل أجمل وأمنية بغد أفضل لسورية ..

535152_1144048172296167_4066244590464629780_nلوسيان اعتادت أن يأتي طلابها اليها لتعلم اللغة الفرنسية وهو العمل الذي تؤمن منه مدخولها الشهري،  حبّها لطلّابها, و جيرانها, ومتعة طهوها للمأكولات السورية, وطربها على أنغام الأغنيات العربية, كان أقوى من لهفة العودة إلى باريس, فخضعت لواقع الحرب وتعايشت معه, تنتظر متى يعم السلام سورية, لتكمل الرحلة التي أتت من أجلها قبل أن يمضي العمر ولا تفتح مداخل دمشق ومخارجها أمامها …

لوسيان ليست مواطنة سورية, ولا أمّ .. وبالرغم من أنها تستطيع العيش مكرّمة آمنة في فرنسا, لكنها لم تتخلّى عن شغفها  لسورية, وولهها بالبقاء بين شعبه البسيط والطيّب الذي احتضنها, لتثبت للعالم بأجمعه أن الوطن ليس مسقط رأسك, إنما هو مسقط قلبك, وتراب دافئ يحتضن جثّتك الهامدة يوماً, إن حافظت عليه.

التعليقات: 1

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

  1. تحياتي …هذه السيدة كانت معلمتي في مدرسة اللاييك بدمشق منذ حوالي العشرين سنة …ارجوكم ان كان لديكم أي وسيلة تمكنني بالتواصل معها راسلوني ارجوكم