أخبار

مائدة رمضان تجمع أصناف المأكولات العربية والكردية في عفرين

حل شهرٌ ثالث من أشهر رمضان المبارك على منطقة عفرين بعد تحريرها بعملية غصن الزيتون عام ٢٠١٨، فقد احتضنت منطقة عفرين مئات العوائل المهجرة من مناطق حمص والغوطة الشرقية وحلب وأرياف إدلب وحماة، وهجرت معهم طقوس وعادات رمضانية التي قد تختلف وأحيانا تتشابه مع أبناء عفرين ذات الغالبية الكردية.

فطقوس شهر رمضان المبارك لدى أكراد عفرين متشابهة إلى حد ما مع باقي المناطق في سوريا، لا سيما مع تشابه الطقوس الرمضانية في جميع المحافظات السورية، من حيث المأكولات والحلويات والعصائر الشعبية، التي بدورها حافظت على مكانتها منذ مئات السنين وتنتقل بين الأجيال حتى وصلت إلى يومنا هذا، بالرغم من اختلاف المواقع الجغرافية وطبيعة المناطق، إلا أنها تختلف بالمسميات وطرق التحضير.

 

        

 

أبرز المأكولات الرمضانية عند الأكراد

تتضمن مأدبة الإفطار الرمضانية لدى أكراد عفرين أنواع متنوعة من أصناف المأكولات الشعبية، المخصصة لشهر رمضان مثل “كيرمه، شعيره، لبنية، ملوخية ورز، سورما، دورما، فروج بطاطا بالفرن، رز فريك، فروج كاليه، شوربة عدس حامض، سلطا، كوفتا خاورا، شيش باراك، كولك”، حيث تعتبر هذه الأطباق من أصناف الطعام الأساسية التي تُقدم على مدار ٣٠ يوماً من شهر رمضان المبارك، فضلاً عن العصائر  والمشروبات التي تتنوع وتكون موجودة كل يوم كعصير السوس والتمر هندي يتم تحضيرها في المنزل.

 

وتتحدث “أم خليل” (٤٦ عام) لموقع “أنا إنسان” عن طقوس شهر رمضان المبارك “قبل اليوم الأول من شهر رمضان يذهبون إلى الأسواق لشراء بعض الحاجيات لاستقبال شهر رمضان في أول سحور، فتكون البهجة مرسومة على وجه الصغير قبل الكبير لا يستطيع أحد النوم في أول ليلة لأنها تكون مميزة مع بعض الحكايات القديمة التي يتم تداولها فيما بيننا عن باقي الأيام العادية ولتغيير الروتين المعتاد، تقضي خليل وبناتها ساعة من الزمن لتحضير أطيب وأشهى أصناف الطعام الخفيف لمأدبة السحور”.

من الأصناف المصنعة محلياً ومن أبرزها الجبنة البلدية واللبنة واللبن ومربى التين ومربى العنب والزيتون المكلس والزيتون مع الثوم والزعتر البري، بالإضافة الشاي والحليب وفطائر المعروك، كل هذه الأصناف تدخل إلى موائد السحور طيلة شهر رمضان المبارك، أما طبيعة طعام السحور فهو خفيف وغني بالبروتينات بالرغم من أن هذه الوجبة أساسية تساعد على تحمل الصوم الطويل لمدة ١٥ ساعة طيلة فترة الصوم.

وتكمل حديثها بأنها تقضي طوال يومها بتجهيز مأدبة الإفطار بأفخر وأشهى أنواع الأصناف الرمضانية التي تدخل الموائد في شهر رمضان وخصوصاً في أول يوم الذي يكون له أهمية كبيرة، من حيث إعداد الطعام مثل شوربة العدس، الفروج مع البطاطا بالفرن، فريكة القمع، فضلاً مع بعض السلطات والمقبلات الشعبية.

وتشير “أم خليل” بأنها تقوم بإعداد كمية أكبر من حاجتهم ليتم توزيع منها على الجيران كل يوم ، فهذه العادة يتم تبادل الطعام ما بين الجيران ليأكل الجميع من طعام بعضهم البعض.

 

المأكولات الرمضانية العربية نقلها المهجرين

ومن جهتها تقول “أم أحمد” المهجرة من الغوطة الشرقية لموقع “أنا إنسان” بأنها تنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لجمال أيامه وتتفنن بتحضير المأكولات الشعبية، تقول: “أهم المأكولات الرمضانية، التسقية بسمنة والتسقية بزيت والمحاشي بجميع أنواعها والمقلوبة بالخضار والكفتة مع اللحم والبازلاء مع اللحم، فضلاً عن أصناف أخرى من المقبلات والسلطات الشعبية مثل التبولة مع البرغل والبقدونس، سلطة الخضار، سلطة البصل مع الليمون، سلطة الجرجير مع البصل، بالإضافة الى السوائل الساخنة شوربة العدس، شوربة الكزبرة مع البقدونس”

 

الاندماج الاجتماعي

وتشير إلى أن جميع هذه الأكلات الشعبية حاضرة في شهر رمضان المبارك، وتؤكد أن منذ إقامتها في مدينة عفرين وسط الاندماج المجتمعي الذي حصل في المنطقة مع سكانها تطورت هذه العادات والتقاليد لديهم، إذ تعلمت بعض الأصناف من الأكلات الشعبية الكردية وأصبحت تضيفها الى مائدة الافطار مثل “الشيش براك، فريكة القمح مع اللحم، فضلاً عن تعليمها أيضاً بعض المأكولات الدمشقية لجاراتها في الحي، حتى وصلت بهن المرحلة للتنافس بينهن على صنع المأكولات والأطباق الشعبية بأفخر أنواعها من طهيها للطعام يكون ألذ من خلال تبادل الأطباق بين بعضهن كل يوم.

 

 

حركة الأسواق في رمضان

وتشهد مدينة عفرين حركة قليلة في الأسواق ليست كما مضى من حركة السوق في شهور رمضان السابقة، عدا عن تزامن ذلك مع استمرار حملات التوعية الاحترازية فضلاً عن القرارات التي تصدر عن المجالس المحلية والهيئات المدنية للوقاية من جائحة فيروس كورونا المستجد، وتكون فترة الازدحام خلال ساعة الظهيرة فقط لتسوق السكان وجلب حاجياتهم لتحضير موائد الإفطار.

 

ومن خلال حديثنا مع “سامر ابو محمد” المهجر من ريف دمشق، والذي يمتلك فرن لإعداد المعجنات الرمضانية بجميع أصنافها الكعك بسمسم، المعروك بجوز الهند، المعروك بتمر، خبز الصائم، يقول: “حركة البيع هذا العام جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، ويوجد إقبال جيد لشراء الناس لمعجنات رمضان وخصوصاً أنواع المعروك”.

 

 

مشيراً إلى أن حركة البيع في رمضان تزداد عن الأيام العادية لأن هذه المعجنات مخصصة لشهر رمضان، لافتاً إلى أن بعض الأصناف جديدة في منطقة عفرين مما ساهم في زيادة البيع خاص للأكراد الذين أحبّوا الأصناف غير موجودة في تراثهم بالطعام الرمضاني ويرونها مختلفة عنهم بطريقة الإعداد والتحضير. 

 

ماجد عثمان – عفرين

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *