أخبار

ما خطة الجهات الطبية لمنع وصول فيروس كورونا للشمال السوري؟

 

طالبت نقابة “أطباء الشمال المحرر” بإغلاق المعابر مع النظام السوري بشكل كامل منعاً لانتشار فيروس “كورونا” في الشمال السوري، وخصوصاً معبر “أبو الزندين” في منطقة الباب بريف حلب، وبذلك بعد إعلان وزارة الصحة في النظام عن تسجيل اول إصابة في فيروس كورونا.

وجاء ذلك بعد توارد الأخبار عن وصول إصابات بفيروس كورونا في مناطق سيطرة النظام عن طريق المسافرين من إيران والذين لا يخضعون لأي فحص أو تدقيق على الحدود السورية، كونهم “قوة احتلال” وفق بيان التي نشرته النقابة.

وقالت النقابة: “إلى السلطات المختصة والرأي العام.. نظراً لخطورة وصول هذا المرض عن طريق معابر تجارية في ريف حلب الشمالي والشرقي والتي ما تزال بها حركة عبور فإننا في النقابة نتوجه إلى السلطات المعنية ونحذر بشدة أنه إذا لم يتم إغلاق المعابر على وجه السرعة فإن الشمال سيكون مهدداً بوصول المرض.

 

وقال أحمد الشيخو وهو مسؤول في مؤسسة الدفاع المدني في إدلب لموقع أنا إنسان: “حتى اللحظة لم تسجل أي حالة إصابة في مناطق الشمال السوري، ولكن كانت هناك طرق انتقال مع مناطق نظام الأسد ومعابر مع دولة تركيا، وبالتالي من المحتمل عبور حالات مصابة أو بمرحلة الحضانة للفايروس، وبالتالي من المرجح أن الفايروس وصل لمناطق إدلب وريف حلب ولكن لم يتم كشف أي حالة لعدم وجود كيتات الكشف المخبر عن المرض”.

وأضاف: “الكثافة السكانية الكبيرة في المدن والمخيمات، وعدم وجود نظام صحي أو حكومات قادرة على استيعاب أي مرض يحل بالمناطق، بالتالي في حال انتشار فايروس كورونا في الشمال السوري سكون كارثة إنسانية على مستوى العالم، حيث عجزت دول عظمى على مكافحة هذا الوباء”.

وأشار الشيخو: “نقوم حاليا بحملات توعية وقائية بالإضافة لحملات تعقيم للمرافق العامة والمدن والبلدات بشكل كامل لمنع انتشار الفايروس في مناطقنا، وتم إطلاق حملة خليك بالبيت لتوعية المدنيين على ضرورة البقاء في المنزل والحجر الصحي الذاتي لمنع انتقال العدوى أو الإصابة بالمرض”.

ونوه إلى أن “عدم وجود تصور واضح لمدى الخطورة التي يشكلها هذا الوباء، بالإضافة للفقر وحاجة الناس للخروج من منازلهم للحصول على لقمة العيش والتي قد تحمل الموت لصاحبها وأهل بيته”.

وحمل بيان نقابة الأطباء الاحرار المعنيين في الشمال السوري والحكومات مسؤولية أي كارثة قد تحدث في حال عدم تجاوبهم حيث إن حياة الناس وأمنهم الصحي أهم من أي تجارة أو دواعي أخرى، وخصوصاً في ظل النقص الكبير في التعامل مع الحالات الطبية في حالات تم تسجيلها في الشمال السوري.

ويقول الدكتور وليد التامر نقيب الأطباء الأحرار في الشمال السوري لموقع أنا إنسان: ” الشمال السوري يعتبر منطقة جغرافية ضيقة للغاية تحوي على 4 مليون إنسان يعيشون ظروف سيئة للغاية، حيث أن هذا التجمع البشري الضخم من حسن حظه بالنسبة لفيروس كورونا يخضع لشبه عزله من حيث التواصل البشري، حيث أن الحدود التركية مضبوطة بانتظام وهناك إجراءات صحية قاسية من قبل الحكومة التركية”.

ويضيف التامر: “الخاصرة الوحيدة الرخوة هي المعابر مع النظام في شمال حلب، حيث ينتقل الناس بين مناطق النظام والمناطق المحررة، خصوصاً أن كل التقارير الأممية تتحدث عن إصابات كثيرة في مناطق النظام، والسبب هو قدوم المليشيات الإيرانية دون الخضوع لأي رقابة أو إجراءات صحية على هذه الحدود حيث أدى الأمر عن حدوث وباء في مناطق النظام”.

وحول الخطوات التي تتبعها النقابة لمواجهة الفيروس يشير التامر” وجهنا العديد من المناشدات من أجل إغلاق المعابر أولا وقمنا بحملات توعوية كبيرة على الصعيد الشعبي من خلال ندوات وبرشورات تحدثنا فيها عن مخاطر الفيروس والفئات المستهدفة، وخصوصاً كبار السن وذوي الأمراض الرئوية، وكذلك بدأنا باستعدادات عن طريق المنشآت الطبية للاستعداد لمواجهة الفيروس، وإرسال عدد من الأطباء لإجراء تشخيص مخبري في أنقرة في مخبر الفيروسات، للتمكن من إجراء الاختبارات النوعية”.

ويوضح التامر: “أهم أسباب استهتار المدنيين بعد خطورة التجمعات والمصافحة هو الجهل، وعدم إدراكهم لخطورة الموضوع وبسبب الموضوع النفسي بعد سنوات الحرب، حيث أنهم لا يبالون بأي كارثة وعدم تصديقهم حتى الآن أن الفيروس قد يحدث كارثة في حال وصوله، والوضع الكارثي سيجعل سبل الوقاية شبه مستحيل”.

وقد بدأ النشطاء في الشمال السوري حملة توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع تحث الناس على ضرورة عدم المصافحة واتخاذ سبل الوقاية من أجل مواجهة الفيروس من خلال ضرورة التعقيم ولبس الكمامات في الشوارع وفض التجمعات غلا للحالات الضرورية.

الناشط الصحفي مجد فيصل يقول لموقع أنا إنسان: “أطلقنا حملة للتحذير من خطر وصول الفيروس للشمال السوري وخصوصا منطقة المخيمات من خلال النداءات في الشوارع عن طريق مكبرات الصوت، بضرورة فض التجمعات في المناطق المكتظة بالسكان والنازحين، وبضرورة التخلي عن المصافحة التي لها الدور الأكبر في نقل الفيروس”.

ويضيف: “هناك استجابة ولكنها ليست كبيرة بحكم عدم وقوع أي حالة لحد الآن في الشمال المحرر، ولكن نحاول أن نضع حداً للاستهتار من قبل المدنيين، من خلال تكثيف الحملات التوعوية بالاشتراك مع المنظمات الإنسانية وفرق الدفاع المدني التي تعمل ليلاً ونهاراً على موضوع التعقيم في الشوارع”.

 

أحمد العكلة

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *