أخبار

قصة هجرة ابراهيم من الدير الزور … نحو المانيا

زينة العلي – المانيا- خاص ” أنا قصة أنسان” 

في البداية اعرفكم بنفسي… أنا ابراهيم الدبزي من ريف دير الزور ومن مواليد سنة 2001، لي ثلاث إخوة ، وأبي وأمي، وفي ظل تنظيم داعش الإرهابي ، العمل شبه مستحيل، أخي في دول الخليج لا يستطيع أن يأخذنا إليه ولا مساعدتنا في مصاريفنا التي ثقلت على أبي.

لذلك بعد التفكير خرجتُ مع أختي وزوجها الى تركيا قاصدين أوروبا ، من أجل أبي وأمي اريد إخراجهم من هذه الارض التي كثر فيها الظلم والمظالم

مالك5
صورة أثناء رحلة ابراهيم الى المانيا

لم أكمل دراستي لأننا ومنذ سنتين لا يوجد حيث نسكن في محافظة دير الزور اي مدارس للتعليم، كنا متجهين الى السويد ، ولكننا تعرضنا لحادث على الحدود التركية السورية، مات العديد ممن معنا في السيارة وقررنا العودة الى سورية مجدداً.

لكن والد أحد المتوفين رفض عودتنا وطلب منا متابعة الطريق، لكن وضعي الصحي بعد الحادث لم يسمح لي بذلك

فتابعت أختي وزوجها طريقمها وتركاني في أزمير وكنت جريحاً، كان كتفي مكسورا وأربع من أضلاعي وعظم الترقوة أيضاً

انتظرتُ الى أن أتى شاب من قريتي وقررتُ متابعة طريقي معه، بقينا ننام في حدائق أزمير حوالي 8 ليال والمهرب يعدنا ويكذب علينا.

وأخيراً وكأي سوري قضينا في (البلم) حوالي 3 ساعات ثم أنزلنا في جزيرة مهجورة ، حملني (حارث) الشاب الذي خرجتُ معه لاأعرف كم من الوقت لكنها كانت مسافة طويلة جدا .

صورة من الكامب الذي يسكن فيه ابراهيم حاليا
صورة من الكامب الذي يسكن فيه ابراهيم حاليا

في اليونان ، حصلنا على خرائطنا ، لم نجد حجوزات للبواخر فقضينا ليلنا في الشارع، 6 ساعات قضيناها في الطريق كي نصل الى أثينا، ومن ثم ركبنا القطار من هناك الى سانوليك، بقينا تحت المطر وقتاً طويلاً.

وصلنا حدود مقدونيا ، كانت مغلقة في وجوهنا وقام الجيش المقدوني بضربنا فعدا أدراجنا، ثم قررنا الذهاب عن طريق التهريب من بين الاشجار، حملني حارث مرة أخرى وبعد جهد وسير طويل وصلنا الى الحدود الصربية ، جمعونا هناك فتابعنا المسير بين القرى الصربية الى أن وصلنا ألمانيا.

كنتُ أظن ان معاناتنا انتهت ، لكننا بدأنا من جديد هنا، أمسكنا الجيش وأخذونا الى المخفر بقينا هناك يومين ، وأخذوا جميع أوراقي وقالوا لن تأخذها الى أن تحين محاكمتك، والآن أوراقي الشخصية كلها معهم بدءاً من جواز سفري وهويتي الشخصية ووصولاً إلى دفتر العائلة الخاص بأهلي.

كنتُ متجهاً الى السويد ، لكنهم منعوني من متابعة طريقي، ومنعوني وحارث أيضاً من مغادرة ميونخ، و لا يوجد سوريين غيري انا وحارث في الكامب ومعنا وثلاثة أكراد من عين العرب واثنين من العراقيين والبقية من الافغان، وكامب آخر الى جوارنا كل من فيه من الافغان

موعد محاكمتي بتاريخ 2-1-2016 وقد مضى علينا شهر كامل هنا في صالة لملعب كرة السلة، أخذوني الى المشفى ، واتلقى العلاج ، واحلم الان في إخراج والداي من جحيم دير الزور وتنظيم الدولة ، فهم أرسلوني كي أقوم بعد ذلك بلم شملهم حين أتمكن من الحصول على الإقامة هنا.

أخي وصل قبل عشرة أيام من وصولي لكنهم منعوني من الذهاب الى حيث يوجد ، لانه في منطقة أخرى، ولم أوافق على البقاء في كامب القاصرين لان الخدمة فيه سيئة ، وأكثر من فيه من جنسيات غير سورية ، لذلك فضلتُ البقاء مع حارث وأصبح هو الوصي علي

كل هدفي هنا هو الوصول بأهلي الى بر السلام وان تمكنت من متابعة دراستي سأفعل .

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *