أخبار

بيان العسلية… حكاية شهيدة فلسطينية

أزهار عويضة- فلسطين – خاص ” أنا قصة إنسان”

12278077_1523788957933064_618574992_n“قبل ايام من استشهادها طلبت مني انه اسمحلها تُدرس هندسة جينات في الأردن واعطاها ابوها موافقته ووعدها انه يطلع يسكن معها هناك لحتى تنهي دراستها، ووعدتنا هيي انها تخلي كل وسائل الإعلام تحكي عن نجاحها ووفتلنا بوعدها وجابتلنا احلى نجاح واجمل شهادة”.

بيان ايمن عبد الوهاب عسلية ابنة السابعة عشر ربيعاً العنيدة جداً والمثقفة جداً، الفتاة التي كانت تُدافع عن فكرتها بكل قواها العقلية، القارئة لكتب تكبرها جيلاً ومناقشتها كلما سنحت لها الفرصة، كان حلمها الوحيد أن تدرس هندسة جينات في الأردن وتجعل كل وسائل الإعلام تتحدث عن نجاحها، خطف الإحتلال حلمها واعدمها دون ان يُحاسبه أحد.

خرجت بيان في العاشرة صباحاً من يوم السبت 17 تشرين اول 2015 من بيتها متوجهة نحو بيت زميلتها ليدرسن سوياً اللغة الإنجليزية، كانت تبعد حينها عن البيت 250 متراً تقريباً، سمعنا ان هناك شهيدة على حاجز كريات 4، اتصل بنا ابني الكبير ليقول لنا بأن بيان لم تصل بعد لبيت زميلتها في المدرسة وبأنه فقد الإتصال مع أخته بيان.

هرولت مسرعة إلى البيت واذ بزوجي يتصل بي لملاقاته في معسكر كريات 4، وصلت هناك وجدته مربطاً بعدما اعتدوا عليه بالضرب، أصر على الدخول معي لإتعرف على صور ابنتنا بيان، دخلنا غرفة الضابط وعرض علينا بدوره الكثير من الصور لها واخرهم كانت صورة بيان الغارقة بدمها، لكنني مسكت أعصابي وطلبت منه تبرير اعدام ابنتي، كان جوابه بأنها حاولت طعن جندية على الحاجز، ابنة السابعة عشرة المليئة بالتفائل والأحلام تُحاول ان تطعن مستحيل، فهذه حجج الإحتلال التي اعتدنا عليها احرجته بطلبي ان ارى الجندية المطعونة لكنه رفض وادعى بأنها ليست موجودة حالياً.

اقتحمت قوات الإحتلال بيتنا بعدما احتجزوا زوجي لساعات عندهم في معسكر 4، احتجزونا به لساعات فتشوه بهمجيتهم المعتادة، سألوني واخوتها عن بيان وموقفنا من الحدث فكان ردنا الفخر على نيلها الشهادة كخالها من اجل الوطن والأقصى.

12248688_1523788964599730_1388919573_nاحتجزوا جثمانها ما يُقارب ال15 يوماً، وبعد مناشدتنا جميع الجهات والمؤسسات الحقوقية المسؤولة تم تسليم بيان ورفاقها من شهداء الخليل يوم الجمعة 2 تشرين الثاني 2015، شُرح جثمانها في المستشفى الأهلي وقيل لنا في التقرير الطبي بأن رصاصة قاتلة من نوع التوتو اخترقت جسدها من منطقة الصفر، دخلت رئتها من ثم قلبها وفجرته وخرجت من منطقة ظهرها.

في جنازتها نفذنا وصيتها التي نشرتها مرة على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها لا تريد ان يُرفع بجنازة الشهداء غير العلم الفلسطيني، فهي قبل استشهادها ايضاً كتبت للشهداء اللذين سبقوها لجوار ربهم.

هكذا أعدمت بيان واخذت معها قلبي وقلب والدها إلى القبر، بعدما كانت تقول دائماً لي قبل رحيلها ” كل الرمان لكِ يا أُمي، وهكذا أعدم ويعدم الإحتلال شبابنا واحلامهم دون ادنى رحمة ودون ان يردعه أحداً عن ذلك.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *