أخبار

ريم رافع .. صوت فريد في خدمة الانسانية

ريم عبد الكريم

لازالت الحنجرة البشرية هي أجمل آلة موسيقية ولازال البحث عن صوت يخلد ما تمر به الذاكرة الانسانية هو الهاجس عند كل من يؤمنون بالإنسان.

وعند الحديث عن الانسانية والموسيقى لابد أن نتجه إلى من فرّغوا حياتهم وأشغلوا تفكيرهم وأسرفوا في بذل الوقت من التعب والجهد لأجل هذه القيمة التي تسمىالموسيقى“.

ومنهمريم رافعالصوت الذي كرّس حياة صاحبته ليكون فريدا لا يشبه غيره وليكون أداة تنقل أحاسيس ومشاعر القلب الى الناس ليحلموا معها بأفق انساني فني راقي ومحرّض. وأفكار العقل التي تترجمها تلك المساحة الصوتية الجميلة.

وكما لكل مشوار بداية قالت ريم رافع في ذلك” :ابتدأ مشواري الفني بشكل جدي بالمعهد العالي للموسيقا بدمشق سنة 2003 مع فرقة كورال قوس قزح بقيادة الاستاذ حسام بريمو ، مع قوس قزح العمل كان عبارة عن أربع اصوات متداخلة وكانت أول تجربة لي بعالم الهارموني الصوتي بشكل عملي، ومع الفرقة أديت مقطع بشكل فردي، وكان للتجربة وقعها وتأثيرها لأنها كانت المرة الأولى التي أقف فيها على المسرح لأقوم بأداء مقطع غنائي للسيدة فيروز هو موشح أندلسي موزع على أصوات الكورال الأربعة (التو سوبرانو) ، (تينور ،باص) وقد أعطاني الوقوف على المسرح بما فيه من خوف ومتعه ثقة أكبر بنفسي وربما السبب هو نظرة الجمهور لي وأنا أغني، شعرت آنذاك بأنها كانت نظرة رضى واستمتاع بالأداء الغنائي”.

بعد التجربة الأولى التحقت ريم مع الفرقة الوطنية للموسيقى العربية بقيادة الأستاذ عصام رافع، والعمل مع هذه الفرقة ساهم بشكل كبير في صقل صوتها وطريقة الغناء لديها، حيث كانت تقدم الموشحات والأدوار، كما أعطاها هذا العمل فرصة العمل الفرديصولومع فرق أخرى.

وفيما بعد قامت بعدة حفلات غنائية بشكل فردي مع عدة فرق بسوريا أهمها التخت الشرقي النسائي وهي فرقة مؤلفة من مجموعة عازفات يقدمن الأغاني الطربية والموشحات والأدوار، وبالنسبة إلى اختيار اللون الغنائي الذي أدركت ريم رافع أنه الأقرب الى شخصيتها والأقرب لملامسة احساسها، تكمل: “اللون الغنائي الطربي هو الأقرب لصوتي وقلبي، فأنا من عشاق الطرب الأصيل ونشأت في بيت يهتم بالطرب ويستمع الى العمالقة الذين قدموا أعمال موسيقية للفن والذاكرة الانسانية فتأثرت منذ الصغر ونشأت على هذا النمط من الموسيقى ولكن و بالرغم من تجاربي المتعددة لعدة أنماط غنائية عربية، إلا أنني أرى صوتي ونفسي بالطرب الاصيل وخاصة الأغاني التي فيها شجن وحزن وتحتاج إلى دفء في الأداء، أعتقد أن السبب هو التاريخ الذي لم يعطينا فرصة للفرح، نحن شعوب ترتدي الحزن قسرا رغم محاولات مضنية لخلعه”.

ولكل فنان حقيقي يمتلك الهاجس بتقديم مادة فنية تحمل قيمة ومعوقات وصعوبات. تكمل ريم رافع: “ كانت دائما تواجهني مصاعب بهذا المجال أهمها التهميش لصوتي وخاصة مع الفرق التي عملت فيها بدار الأوبرا بدمشق، فقد كان عملي بداية محصورا مع الكورال لعدة أسباب أعرف بعضا منها وهناك أسباب أجهلها.

بالإضافة إلى صعوبات في الانتاج وصعوبات في العمل داخل سوريا فقد أصبحنا لا نستطيع العمل بما ينافي مبادئنا وقيمنا، لذلك قررت العمل بشكل خاص تماما، وبمحاولات أتمنى أن تتكلل بالنجاح مستقبلا”.

الفنان الحقيقي هو صوت الضمير الانساني وخاصة في المنعطفات التي تغير التاريخ البشري كالحروب والمآسي التي تصيب الشعوب، تنتمي الفنانة السورية ريم رافع لوطن يدمى بفعل الحرب تقول: “الغناء وسيلة من وسائل الاصرار على بقاء الانسانية فمهما حاولت الحروب من اسكات الموسيقى سنبقى نغني ونبحث عن السعادة، الموسيقى صوت الحق وخاصة إذا كانت موسيقى الموقف الانساني والأخلاقي، لذلك بعد ابتعادي عن الفن لمرحلة معينة نتيجة لأسباب فوق طاقتي ، عدت له مرة أخرى متحدية كل الظروف وقدمت أغنيةمشتاق لسوريامن كلمات الصديق فادي الفارس واللحن والتوزيع للموسيقار عصام رافع ، وصُورت الأغنية فيديو يحكي عن فكرة العمل، طبعا صاحب الفكرة للعمل هو الصديق الفنان التشكيلي جهاد كدم حيث أنه قام برسم لوحات عن المحافظات السورية. كان الهدف من العمل تذكيرنا كسوريين أننا أبناء وطن واحد، ولا يوجد سوري يتمنى تقسيم الوطن والأرض، ثم تبعه العمل الثانييا بلادنا ما أجملكالأغنية من كلمات وألحان وتوزيع الصديق الفنان راغد نفاع وأيضا نُفذت بتصوير فيديو لها، مع لوحات للفنان جهاد كدم، وكانت تتمة لمشروع أغنية “مشتاق لسوريا”.

وبالنسبة إلى الأعمال الموسيقية التي قدمتها ريم رافع خارج الدول العربية، تقول: “قبل أن أطلق الأغنيتين الخاصتين بي بصيف 2016 قامت الأوركسترا السورية بعمل حفلات في عدة دول أوروبية مع المغني البريطاني ديمون آلبرن وقد اختارني بعد أن سمعني أغني بين زملائي وطلب منّي أن أفتتح الحفل الموسيقي بصوتي بأغنية “هالأسمر اللون”، وكان عددنا 22مغني ومغنية، بتلك اللحظة وبكل صدق تأثرت حزنا لأنني في بلدي سوريا مهمشة وفي أوروبا طلبوا مني الغناء بمفردي لمجرد سماعي بأغنية واحده فقط”.

المستقبل وريم رافع: “الآن أنا بصدد تحضير ألبوم غنائي هو الأول لي لمجموعة من الشعراء سأصفهم بالشعراء الانسانيين، والألحان للفنان أكثم الحسين، أتمنى أن يطل عليكم ببداية العام القادم”.

وأخيرا تختم ريم رافع: ” ما أريد قوله ختاما سنبقى نغني بما أوتينا من أمل وحب وصدق، وحتى لو كان غناؤنا حزينا فلابد أن يزرع الفرح لأن ما ينبع من القلب لابد أن يلتقطه القلب”.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *