أخبار

سوق للدعارة خاص بالذكور في دمشق

مازن حسين

تبدأ الحكاية من مركز للتجميل على اوتوستراد المزة بدمشق ويعمل في هذا المركز العديد من الشباب والفتيات وأغلب الشباب المتواجدين فيه هم من الذين يطلق عليهم (مثليين جنسياً)، ومن خلال هذا المركز يتم اختيار الشباب الذين سوف يتم توظيفهم في سوق الدعارة الخاص بالذكور عبر سيدة سورية تدعى (قمر) تقوم بتوظيفهم وتأمين الزبائن لهم.

عامر من دمشق 24 عاماً مزيّن ومصفف شعر، كان أحد العاملين في المركز يتحدث لـ أنا إنسان عن تفاصيل اكتشافه لحقيقة هذا السوق حيث يقول: “تنقلتُ بين العديد من مراكز التجميل حتى انتهى بي المطاف في مركز يقع بالمزة – دمشق, ظننتُ أنني بدأت أنال حقي عملياً وأن هذا المركز الشهير سيحقق لي شهرة أستحقها، فصديقي هو من ساعدني في الحصول على هذه الفرصة في هذا المكان المرموق.”

في البداية كان كل شيء مألوفاً بالنسبة لي، مدير المركز شاب في عمري وخبير تجميل ويبدو كأنّه من أصحاب رؤوس الأموال, وهناك فتاة تعمل كسكرتيرة لتنظّم المواعيد وشابّان يشبهان النساء بعض الشيء لكنه ليس بأمر غريب، ففي مراكز تجميل النساء قد تجد عاملين من هذا النوع، تأثّروا باحتكاكهم بالزبونات وبدأت تظهر عليهم ملامح الأنوثة.

صحيحٌ أن الراتب الشهري لم يكن مغرياً 40 ألفاً شهرياً، لكنه أفضل من لا شيء على الرغم من أنّ نصف الراتب يذهب مصروفاً للمواصلات العامة لكن فرص العمل شحيحة جداً في دمشق ولم أعمل طوال الشهرين الماضيين، فلا بأس بقشّة النجاة!

بدأتُ عملي ويوماً بعد يوم أصبحت علاقتي بزملائي في العمل أقوى، جلسات صباحية واستراحات جعلت من الخيبة أكبر, أين أنا؟ وماذا أفعل هنا؟ … من هؤلاء؟ لماذا لست مثلهم؟

كانت تتردد على المركز كل يوم تقريباً امرأة في الأربعينيات من عمرها المدام (قمر) وهي خبيرة تجميل تجدها دائماً أنيقة محشوّة بالحقن والبوتوكس، مُغرية تضع مستحضرات التجميل على وجهها كأنّها فاتنة في العشرينات من عمرها وهي صديقة (حامد) صاحب المركز وهو شاب وسيم مرتّب المظهر ملامحه رجولية لكن أناقته مبالغ فيها دائماً، ويعمل مع المدام (قمر) شاب اسمه (سامر) الملقب بـ (سيمو) وهو شاب عشريني مثليّ الميول تراه دائماً بهيئة امرأة من ملابس وشعر مستعار ومستحضرات تجميلية على الوجه والأظافر وصوت ذكوري بأسلوب أنثى، بالإضافة إلى (طوني) وهو شاب طبيعي المظهر لكنك ستلاحظ نعومته وتصرفاته الأنثوية.

ويتابع عامر :” يمضي الوقت وأنا جالس بينهم استمع لأحاديثهم أضحك معهم وأشاركهم وكأنّه لا مشكلة لدي في ذلك, أنا أريد 40 ألف ليرة فقط من تعب يدي..

حامد مدير المركز يحاول أن يسيطر دائماً على ميوله كونه من عائلة محافظة, لكن هذا لا يعني أنه لا يذهب إلى اللاذقية, وطرطوس, لبنان, والعراق, وحتى تايلاند, ليجني المال.

هو أيضاً أحد أعضاء هذه العصابة لكنه أكثرهم انتقاءً للزبائن فهو يفضل الأغنياء وأصحاب السلطة وبمكالمة واحدة يستطيع أن يُلبّي طلباتهم (كما يردد دائماً)، فقد كلّفه جسده ووجهه عمليات تجميل كثيرة من شفط الدهون إلى تغيير لون العينين وغيرها من العمليات ما يقارب الـ3000 دولار أمريكي كما أخبرني.

نعم حتّى تجلب مالاً أكثر عليك أن تدفع أوّلاً، لكي تجذب من يفتتحُ لك مركز تجميل فخم عليك أن تدفع! فشريكه ممول المركز هو أحد زبائنه المغتربين أيضاً.

مازلتُ أذكر يوم الافتتاح جيداً فقد حضر الكثير من المسؤولين وأصحاب الشأن ورجال الأعمال الذين زاروا مركز التجميل مهنئين ومباركين, لذلك لا أكذّبه عندما يردد دائماً جملته المعتادة: بمكالمة واحدة!

حامد سامر وطوني شباب يمتهنون الدعارة بإدارة مدام (قمر) هذه هي الحقيقة، والحقيقة أيضاً أنّهم يجنون أموالاً طائلة من هذه المهنة! أموال تجعلهم يسكنون أرقى مناطق دمشق بالإيجار ويركبون أفخم السيارات ويرتدون أغلى الملابس، يقارب مصروفهم اليومي حسب ما شاهدت الـ100 ألف ليرة سورية وأغلب أيامهم يخرجون ليلاً إلى بارات الشام ومطاعمها.

تنظّم (قمر) قائمة المواعيد والطلبات لهم محلياً ودوليّاً  أما الزبون فهو من يدفع كل التكاليف، وتتفاوت الأسعار لكنها لا تقل عن 50 ألف ليرة سورية للجلسة الواحدة،  ولدى مدام (قمر) تشكيلة مختلفة من الشبان تناسب جميع الرغبات، شاب طبيعي المظهر, الشاب الناعم, والشاب المتنكر بهيئة امرأة!

أنا لست منهم

ويتابع عامر حكايته مع هذا السوق:” لم استطع الصمود طويلاً في ذلك المكان، رجل داخل وآخر خارج من غرفهم في المركز، لم أعدّ أميّز هل هذا حقاً مركز لتجميل النساء أم بؤرة دعارة من العيار الثقيل؟

تركتُ عملي معهم وكأن شيئاً لم يكن لكنني خسرت الـ40 ألف ليرة شهرياً، وعدت للبحث عن مكان آخر للعمل و رفضتُ أن أعمل في المركز رغم أنه الخيار المتوفر والأفضل مادياً بالنسبة لي  لكن من المستحيل أن أكون منهم حتى لو لم أبع جسدي.

عِشْ كثيراً ستجد أن الثروات الكبرى تكون صفقاتها الأولى جنساً.. لطيفاً أو غير لطيف! لقد أدركتُ هذا.

ماسبق هو حكاية الشاب عامر وحتّى الآن لا رقيب ولا حسيب لهؤلاء الرجال “رجال الليل”, والجدير ذكره أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، مؤخراً تمّ القبض على الشاب “فادي.ز” متنكراً بزيّ نسائي في أحد مقاهي مدينة جرمانا – ريف دمشق حيث اعترف الملقّب بـ “باتريسيا” باستدراجه عدداً كبيراً من الشباب والعساكر والمتزوجين عبر الإنترنت إلى منزله بهدف إقامة علاقات معهم لتنتهي هذه العلاقة بسرقة ما بحوزتهم من أجهزة خلوية وحقائب وأموال وغيرها بالتعاون مع شبكة منظّمة.

واعترف (فادي) بأنه امتهن الدعارة منذ قرابة 4 سنوات مستفيداً من قدرته على إتقان المكياج والتعامل بطريقة نسائية احترافية مليئة بالإغراء، لم يقتصر سوق الدعارة الخاص بالذكور على هذا المركز فقط، بل هو مجرد حلقة من سلسلة مراكز أخرى يتم من خلالها تشغيل الشباب الراغبين بالعمل في الدعارة مقابل الحصول على المال، وأهم ما يميز هذا السوق أنه سرّي للغاية من ناحية نوعية الزبائن المستهدفة، فكثير من الزبائن هم من الأشخاص الذين لا يعلنون عن ميولهم الجنسية بشكل واضح ومنهم أصحاب سلطة أو في مراكز حساسة في القطاع العام وحتى في المجال الفني أو تجارُ يملكون ثروة ونفوذاً، ولذلك تجدهم حريصين كل الحرص على التعامل مع أشخاص محددين مثل المدام (قمر) التي ذكرناها في المادة، وهي التي تؤمن لهم الشبان وبالمقابل تمارس نوعاً من الترهيب النفسي وأحياناً التهديد المباشر على الشبان العاملين معها في الدعارة في حال أفصح أي أحد منهم عن أسماء الزبائن الذين يتعاملون معهم.

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *