أخبار

شهادة من معتقل لا زال في اقبية السجون السورية

في هذه الشهادة نستعرض إحدى الرسائل التي تم تسريبها من أحد المعتقلين قضى فترة في معتقلات الفروع الأمنية التابعة لنظام الأسد، وهي توثق قسماً من مشاهداته التي رأها خلال وجوده هناك.

كتب هذه الشهادة المعتقل ( ن .ش ) بعد وصوله إلى أحد السجون المدنية التي يتم تحويل من نجا من الموت تحت التعذيب في الفروع الأمنية إليها في سورية. فبعد الانتهاء من التحقيق العنيف مع المعتقل، عادة ما يتم تحويله إلى أحد السجون المدنية أو العسكرية. وفي هذه السجون قد يجد المعتقل هامشاً ضيقاً من الحياة كاد يفقد الأمل فيه أثناء فترة احتجازه في الفروع الأمنية.. كتب ( ن. ش) جزءاً بسيطاً مما شاهده داخل أقبية الفروع الأمنية، وهي بالنهاية ليست سوى فصلاً من فصول التعذيب والموت الذي يحدث في سجون ومعتقلات نظام الأسد؛ مرفق مع هذه الشهادة صورة للورقة التي كتبها المعتقل بخط يده.

نص الشهادة :

Untitled-6في طريقه لشراء الخبز لاولاده واعداً اياهم بطبق من الفول اعتقلوه لمجرد انهم يريدون أن يعتقلوا، ليتموا به رقم الخمسين معتقلاً الذي امرهم رئيس فرعهم باعتقالهم، وبعد ترقب وخوف لثلاثة اشهر طلبوه للتحقيق في ساعة متأخر من الليل وطلع الصباح ولم يعيدوا ابو المجد، وفي الصباح كان علينا عند الخروج الى الحمامات القفز فوق جثة تبين انها جثته التي لم تتحمل التعذيب، واضطررنا للقفز فوقها حتى لا ينالنا ضرب من السجان.
يدخلون الى جحيم المعتقلات شبان اقوياء اصحاء يتحولون بعد جلسات التعذيب الى كائنات ملونة منتفخة، وبسبب الجوع تغادرهم اجسادهم ويبقون عظاما يسترها جلد هش، تضغطهم الحياة ويحرمهم ضيق المكان النوم، يعصرهم اليأس فترحل عقولهم ليصبحوا كائنات جديدة تليق بهذا الجحيم، عقولهم لم تتحمل ضغوط المكان فاصبحوا غير مهتمين بنظافتهم، يرفضون الطعام ويقفزون فوق اجساد بعضهم البعض نتيجة ضيق المكان، بعضنا يتألم لحالهم والبعض الآخر يسكت لانه يعلم انهم سيغادرونا ملفوفين بالبطانيات قريباً، وبعضهم قد يسرع في خلاصنا وخلاصهم فالبقاء هنا للاقوى.

الصور المرافقة للنص هي الرسالة التي كتبها المعتقل بيده وتم الحصول على نسخة منها من قبل موقع أنا قصة انسان 

ملاحظة هامة :

قسم الشهادات مخصص لشهادات حقيقة تقدم من أصحابها … وهذه الشهادة كتبت من قبل صاحبها وقسم التحرير في ” أنا قصة إنسان ” لا يتدخل في تحريرها ولا في تعديل اي كلمة وتنشر كما قدمت  من أصحابها للحفاظ على مصداقيتها

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *