أخبار

«قطر الندى» وأشقاؤها بلا علاج في الشمال السوري

أحمد الحمصي

رغم خروج أبي عماد من الغوطة الشرقية إلى ريف حلب الشمالي مهجراً، إلا أن المعاناة واصلت رحلتها مع العائلة، التي تضم خمسة أطفال مصابين بإعاقات سمعية وبصرية ودماغية.  

كان «أبو عماد» يظن أن خروجه من الحصار الذي فرضته قوات النظام على الغوطة باتجاه الشمال المحرر، يفتح الطريق أمام علاج أطفاله وتعليمهم، لكن ظروفه لم تتحسن.

أبرز المشكلات القابلة للعلاج هي مشكلة الابنة الكبرى «قطر الندى»، وتبلغ من العمر 10  سنوات، وتعاني ضعفاً حاداً في السمع أثّر على قدرتها على النطق مع مرور الوقت دون علاج، إلا أن مساعدات أهل الخير وعرضها على طبيب مختص في الغوطة، ساعدا في تركيب جهاز سمع ديجيتال، مما خفف معاناتها إلى حد كبير، إذ أعادت لها القدرة على السمع بشكل جيد، الأمر الذي «ساهم في تحسين قدرتها على الكلام أيضاً، وإن كانت بشكل ضعيف» كما يقول الوالد.

إلا أن الفرحة لم تكتمل. فبعد التهجير من الغوطة ضاعت السماعة، مما ساهم لاحقاً بتدهور حالة «قطر الندى» مجدداً مع وصول العائلة للشمال السوري، ورغم «وجود المشافي إلا أنني لم أستطع تأمين سماعة جديدة».

التصعيد الأبرز الذي رافق هذه المشكلة، هو تصنيف مدارس المنطقة لـ «قطر الندى» كواحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورفضهم تسجيلها، الأمر الذي «دفعني لتدريسها لعدة أشهر في المنزل، قبل أن يتم قبولها في أحد الصفوف من قبل آنسة مهجرة من الغوطة تعرف وضعها وحالتها، إذ كانت قد درستها سابقاً».

ورغم الحالة المعيشية الصعبة؛ حاول أبو عماد جاهداً ألا يترك ابنته على حالها، وزار أغلب مشافي الشمال، إلا أن كل محاولته فشلت، ففي كل مشافي الشمال المحرر لا تتوفر خدمة التصوير الدماغي، الذي تحتاجه الطفلة بشدة ليتم  وصف السماعة الصحيحة لها، وتكون قادرة على النطق والسمع بشكل جيد مجدداً.

معاناة «أبو عماد» ليست مع «قطر الندى» فقط؛ فأختها الأصغر ولدت مصابة بمتلازمة دوان (أو ما يطلق عليه العامة اسم الطفل المنغولي)، وتحتاج صورة للدماغ أيضاً، حيث يوضح الأب «تعاني ابنتي الأصغر من ضعف نظر وسمع، ورغم كل ذلك فهي ذكية جداً ولا أطلب منها شيئاً إلا وتفهم ما أريده، ورغم حالتها إلا أني مصر أن تتعلم حتى ولو كان ذلك في المنزل، وأستغرب عدم وجود مدارس تستقبل مثل هكذا حالات، وكأنهم من خارج المجتمع لا يملكون حقوق ولا أحد يهتم بهم».

أما الأطفال الثلاثة الأصغر، فلديهم معاناة مع  النطق، ويخشى الأب على أصغرهم البالغ من العمر عشرة أشهر أن يكون غير قادر على الكلام أيضاً.

الحسرات لا تفارق الوالد، إذ يرى أطفاله  بحاجة لعلاج إلا أنه بعيد عن المتناول، خصوصاً أن الشمال السوري  يعاني فقراً حاداً بالإمكانيات الطبية المتطورة، ورغم كل ذلك «أراهم أمام عيني يكبرون مع إعاقتهم، ولا أستطيع فعل شيء لهم، وأسأل نفسي دوماً، كيف سيكون حالهم مستقبلاً».

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *