أخبار

انا انسان … بداية الرحلة الطويلة

مالك أبو خير – انا انسان

أربع سنوات تحولنا خلالها لمجرد أرقام لا أكثر على وسائل الإعلام العربية والعالمية … أرقام خالية من أحاسيسنا ومشاعرنا وأوجاعنا وحتى توثيق مايحدث معنا، فكل وسائل الإعلام تتسابق على تغطية أخبارنا لكنهم لا يتسابقون على تغطية ونقل ما نحن نشعر به او سماع الكارثة التي حرقت أرواحنا بصمت دون ان نستطيع قولها بشكل واضح.

فعندما تسمع خبراً على سبيل المثال يقول :” مقتل وجرح 80 سوريا في هجمات على ريف دمشق ” ويرفق مع هذا الخبر صوراً لجثث من قتلوا واخرى لاناس يتم علاجهم … ألا يتبادر في ذهن من يسمع هذا الخبر سؤال الا وهو :” هل بالفعل هؤلاء مجرد أرقام … أم أنهم بشر لهم قصصهم يجب ان يعرفها ويعرف كيف تحولت حياتهم خلال لحظات من أحياء إلى أموات أو مصابين”.

حاولت جاهداً على مدى أربع سنوات الماضية عبر عملي في الإعلام  أن أوضح للاخرين أن السوري ليس مجرد رقم عابر …فالسوري هو بشر له قصته ووجعه …هو أب قتل أبنائه ويريد أن يسمع العالم قصته …وأم شاهدت أطفالها تتحول إلى أشلاء عبر قذيفة مدفعية ولابد للاخرين أن يسمعوا صراخها … وعاشقة شاهدت حبيبها يقتل برصاص قاتل تتدرب على فنون قتل الإنسان والإنسانية.

 للأسف … لقد أصبحت المجازر  أمراً اعتيادياً للسوريين, بل وحتى الشعب العربي بات يمر على صور هذه المجازر مرور الكرام وأفضل ما يفعل هو الترحم على من ماتوا، ولدرجة أصبح  فيها بقاء الإنسان السوري أو موته مجرد شيء عابر ولا فرق في مقتل ألف سوري كل يوم أو ألفين  ولا قيمة للعدد, حتى صراخنا على وسائل التواصل الاجتماعي كسوريين لم يعد ينفع , فغضبنا بات يقاس بعدد الإعجابات والمشاركات التي في أحسن أحوالها  تكون ضمن إطار السوريين بالتالي نكتب ونعبر عن انفعالاتنا وبعد يومين.. نعود لحياتنا من جديد , وإذ ما حصلت مجزرة جديدة نعود ونغضب ونكتب … وهكذا، دون أي فائدة حقيقية تخدم من ماتوا.. وباختصار فإن الإنسان السوري قد تحول لمجرد رقم , لا أكثر ولا أقل.

مشروع ” أنا إنسان ” … هنا سنعمل مجموعة من الصحفيين السوريين (ذوي الخبرة الحقيقية في العمل الصحفي ) على إعادة الإنسان السوري من رقم في وسائل الإعلام إلى قصة تحكى بكل فصولها وأشكالها , وسيكون مخصصاً فقط لعرض قصص حقيقية من قصص السوريين مرفقة بتحقيقات صحفية نوثق من خلالها أهم مرحلة من عمر الشعب السوري الذي قدم كل أنواع الموت والحياة, فالإنسان السوري هو الخطوة الأولى ومنه ننتقل إلى الإنسان العراقي الذي لا تقل دموية مشاهده عن مشاهد أخيه السوري , وذلك دون نسيان ما يحدث على الساحة الفلسطينية.

سنتكلم عن الحب والحرب والهجرة , وعن كل لحظة من حياة الشعب السوري , ومن خلال الأقسام الموجودة في الموقع سنعمل على توثيق هذه المرحلة  ” بحلوها ومرها ” , لن تكون الحالة المأساوية  هي المسيطرة على مواضيع الموقع , بل سنقدم الفرح والأمل الذي شاهدناه عبر تجارب وقصص حقيقية لسوريين استطاعوا التغلب على الحرب والموت . نعم.. سنتحدث عن الحزن .. وسنتحدث عن الفرح الذي هزم هذا الحزن أيضاً.

الواقع السوري هو اول خطوة لنا , ومنها سوف ننطلق نحو توثيق أي قصة من أي مكان في العالم , وبكل فخر نحن نسعى نحو العالمية وطموحنا مشروع , لذلك كان  ” أنا إنسان”  هو عنواننا .

 أنا إنسان , صوت سوري حقيقي .. هو باختصار مشروع يوثق صوت الإنسان السوري أولاً .. من ثم العربي والعالمي.

هو مشروع من خلاله لن يصبح السوري رقم … بل سيكون اصل الحكاية

أنا إنسان.. صوت الإنسان الذي يحب أن يُسمع جيداً في ضمائرنا .. وقلوبنا .. والعقول.

رئيس التحرير :مالك أبو خير

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *