أخبار

كم هي تكلفة تدخل طهران في سوريا؟

تحت ضغوط متعددة تعيشها الميليشيات الإيرانية أو تلك الموالية لطهران، يُشاع أنّ تلك القوّات انسحبت من المنطقة القريبة من مطار دمشق، وذلك للابتعاد عن الضربات الإسرائيلية.

صحيفة “لورينت لوجور” الناطقة بالفرنسية قالت في تقريرٍ لها نقلاً عن صحيفة صحيفة هآرتس الإسرائيلية قولها إنّ موسكو تكثف من ضغوطها على طهران في سوريا، إضافة إلى نقل قاعدة عملياتها إلى الشرق وبالتحديد إلى محافظة دير الزور، ومؤخراً بدأت الميليشيات الإيرانية انسحاباً من المنطقة القريبة من مطار دمشق، وتمركزت بقاعدة (تي فور T4) الجوية بالقرب من حمص، بعيداً عن الحدود الإسرائيلية، أفادت يوم الجمعة الماضي.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية كما تقول الصحيفة، فإن مصادر استخبارات غربية مختلفة تُقدر أيضاً أن عدد عناصر الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سوريا انخفض إلى النصف، من 20.000 إلى 10.000 مقاتل.

ويقول نيكولاس هيراس الباحث في معهد نيولاينز للاستراتيجيات والسياسات: “بعد انتهاء الصراع بين النظام والمعارضة، لا يحتاج الإيرانيون إلى الحفاظ على وجود عسكري كبير في سوريا كما في أوقات الحرب”، وأضاف: “لتعزيز وجودهم، يعمل الإيرانيون من خلال الجيش وأجهزة المخابرات”.

اقرأ أيضا: قتلى للميليشيات الإيرانية بقصف جديد على أطراف البوكمال

وأضافت الصحيفة: “بدأت طهران في وقت مبكر جداً في إنشاء وتدريب الميليشيات المحلية التي لا تزال جزءاً من المشهد السوري، بما في ذلك قوات الدفاع الوطني المدمجة الآن في الجيش النظامي التابع للنظام، وحتى لو رأينا أن إيران تسحب قواتها، أو جزءاً منها، من سوريا، فهذا لا يعني أن إيران تقلص وجودها العسكري أو الأمني لكل ذلك”، ويقول نوار شعبان، الباحث في مركز عمران، ومقره في إسطنبول، “سيطر حزب الله وغيره من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على حوالي 20٪ من حدود سوريا اعتباراً من فبراير 2021”.

ومع خنق الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية، واحتمال استئناف المحادثات النووية بين النظام الإيراني وواشنطن، وتوجيه انتقادات مُتتالية داخلية ضد النظام الإيراني، وفي حين أنه من الصعب تقييم تكلفة تورطها في سوريا، فإن التقديرات تتراوح بين 30 و105 مليار دولار – والتي تسبب باحتجاجات داخلية عارمة هزت النظام الإيراني بين عامي 2019 و2020، وأعلنت إدارة جو بايدن أنها تريد في نهاية المطاف توسيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ليشمل الصواريخ الباليستية للنظام الإيراني وأنشطته الإقليمية، وهو خط أحمر في نظر طهران.

وفي السياق ذاته؛ أشارت الصحيفة إلى أنّ الإيرانيين طوّروا “قوتهم الناعمة” الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاستثمار في قطاع العقارات، وذلك من خلال تعزيز العلاقات الثنائية بين النظامين وعن طريق فتح المراكز الثقافية.

ومن المؤكد كما تقول الصحيفة أنّ الوجود الإيراني أصبح أقل وضوحاً، لكن هذا لا يعني أنه أقل تأثيراً، ويُنظر إلى هذا الموقف بنظرة قاتمة من قبل الروس الذين يرغبون بتقييد قدرة طهران على خلق مزيد من عدم الاستقرار في سوريا وتقويض مصالح موسكو دبلوماسياً وعلى الأرض، يقول شعبان: “كانت إيران تدرك أن الروس وإلى حد ما، نظام الأسد أو على الأقل بعض الشخصيات في النظام، سيضغطون عليها لسحب قواتها وتقليص وجودها العسكري والأمني في سوريا”.

المصدر: وكالات

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *