أخبار

كيف استخدمت السلطة السورية المساعدات الإنسانية لخدمتها؟

حسم مجلس الأمن أمر المساعدات الأممية حتى العاشر من كانون الثاني لعام 2022 بعد تمديد القرارات الواردة في الفقرتين 2ـ 3 من قرار مجلس الأمن 2165، واللتين تنصان على منح الإذن للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة باستخدام المعابر الحدودية ومن ضمنها باب الهوى وباب السلامة من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية واللوازم الطبية إلى الأشخاص المحتاجين في كافة أنحاء سوريا.

 فضلاً عن استمرار آلية الرصد بموافقة البلدان المعنية المجاورة للبلاد لمراقبة جميع الشحنات التي ترسلها الوكالات الأممية شرط إخطار الأمم المتحدة السلطة السورية للتأكيد على طابع الإنسانية للمساعدات.

 لماذا حرب المعابر!  

ومن خلال فيلم توثيقي مدته 55 دقيقة عرض فيه “تلفزيون سوريا” مستندات تثبت تورط السلطة السورية والمؤسسات “الإنسانية” التابعة لها والعاملة في مناطقها بفساد مالي استطاعت من خلاله كسب ولاءات كثير من مؤيديها والميليشيات المقاتلة على الأرض.


ووفق التقرير فقد تم منح الميليشيات ميزات استطاعوا من خلالها فرض سيطرتهم العسكرية على عمل هذه المنظمات، إضافة لاستغلالها منظمة الهلال الأحمر التي حصلت حسب تقدير منظمات حقوقية سورية على أكثر من 60% من مجمل واردات المساعدات الأممية للبلاد.

ووفق تصريح خاص للعميد فاتح حسون، أكّد على نية السلطة السورية إعادة سيناريو الحصار على مدينة إدلب وشمال غربي سوريا بشكل عام من خلال حصرها وتشكيل نطاق خانق عليها، ليتسنى لها فتح ثغرات دبلوماسية من خلال التواصل مع الدول المانحة والمنظمات الأممية الكبيرة ضمن خطة روسية لكسر القيود التي فرضها قانون قيصر على السلطة السورية وإعادة تلميع صورتها دولياً.

وأشار حسون، إلى خطورة سعي السلطة السورية للاستعاضة عن المنظمات الإنسانية العاملة شمال غربي سوريا بمنظمات بنيت على أيدي أجهزة الأمن التابعة لها، ما يعتبر اختراقاً وتجسساً على المنطقة، وفق تعبيره.


الهلال الأحمر حوت فساد يبتلع المساعدات بدعم أمني! 

ورصد وثائقي “حرب المعابر” شهادات عاملين سابقين في الهلال أكدّوا تعرضهم لاعتداءات من “الشبيحة” على قوافل المساعدات داخل مناطق السلطة السورية وسرقتها وبيعها ضمن أسواق باتت معروفة للسوريين.

وبحسب الوثائقي فلم تسلم مستودعات التخزين من الهجوم المسلح والسرقة إضافة لتعرض مراكز الهلال الأحمر ذاتها لهجوم متكرر من ميليشيات تقاتل لصالح السلطة السورية، على الرغم من إدانة الأمم المتحدة تدخل العناصر الأمنية في عمل المنظمات التي تحمل صفة “غير حكومية” فضلاً عن احتياج متطوعي الهلال الأحمر السوري لموافقات أمنية وتنسيق مع مكتب الأمن القومي إذا أراد الأخير إيصال مساعدات لمناطق خارجة عن سيطرة السلطة السورية.

وكشف وثائقي “حرب المعابر” عن وثائق خاصة تؤكد تزوير الهلال الأحمر السوري لتقارير قدمها
للمنظمات الأممية من خلال التلاعب بالبيانات وعدم وجود نظام مساءلة أو متابعة وإيقاف الخطأ تحت ذريعة الوضع الأمني والوضع السياسي.

اقرأ: مكائد روسيّة في القرار الأممي لتمديد آلية المساعدات للشمال السوري.. هل تنجح؟

ملايين الدولارات حصة الأسد بين عامي 2011 و2018 

استطاعت السلطة السورية خلال سبعة أعوام استقطاب مساعدات أممية وصلت إلى قرابة 100 مليون دولار توزعت على دعم الزراعة والوقود والمنظمات “الإنسانية” التابعة لكل من أسماء الأسد (الأمانة السورية للتنمية)  ورامي مخلوف (جمعية البستان) سابقاً.

ولم تكتف السلطة السورية ومازالت تسعى على عدة جبهات للسيطرة على ملف المساعدات الإنسانية استمراراً لسياسية “الجوع أو الركوع” لآخر منطقة تعتبر اليوم الملاذ الأخير شبه الآمن للسوريين الذي رفضوا مصافحة قاتلهم ومهجرهم واضطروا للنزوح عدة مرات على أن يعودوا عن مطالبهم الأولى بحرية السوريين وكرامتهم. 

يشار إلى أنه بعد ستة أشهر من الآن جولة جديدة ستخوضها السلطة السورية مدعومة من روسيا وإيران ليبقى الأمن الغذائي لأكثر من 4 ملايين سوري معلقاً إلى حينها.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *