أخبار

مخاوف من إزالة الانترنت للأدلة التي توثق الانتهاكات في سوريا

يخشى ناشطون وخبراء سوريون من خسارة أبرز الأدلة التي تم توثيقها للانتهاكات الإنسانية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة في سوريا، على الانترنت، رغم الجهود الضخمة لحفظها.

وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن ضيا كيالي، من منظمة “مينوميك” الدولية لأرشفة المواد الرقمية المهددة بالاختفاء، فإن “ثمّة شعور حقيقي لدى من يعمل في مجال التحقيقات عبر المصادر المفتوحة بأن يصار إلى إزالة التاريخ السوري”، مشيرة إلى أن ذلك “عملية نزف ثابتة ومستمرة لمجموعة أدلة”.

وقالت “كيالي”، إن ربع المحتوى الموثّق لم يعد موجودا على يوتيوب”، وذلك بعد مقارنة مقاطع الفيديو المحفوظة لدى مبادرة “الأرشيف السوري”، المعنية بالحفاظ على وثائق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، بتلك المقاطع المتوفرة إلكترونياً.

وحذرت “فرانس برس” من إمكانية تفاقم الوضع، بعد اتفاق أولي بين نواب في الاتحاد الأوروبي نهاية العام الماضي يفرض قواعد أكثر تشدداً على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، بينها إزالة أي مواد تعتبر مسيئة خلال ساعة واحدة فقط من نشرها.

وستزداد محاولات إنقاذ المحتوى السوري صعوبة إن تم تطبيق هذه القواعد ما يدفع المعنيين إلى “أرشفة أي مادة بمجرد أن نجدها”، وفق كيالي.

اقرأ: شركات الإنترنت تزيل مقاطع مصورة تدين السلطة السورية بارتكاب جرائم حرب

ويعتمد يوتيوب على مراقبين لرصد المحتوى، وبرامج ذاتية التشغيل إلا أن تفشي فيروس “كورونا” دفع الموقع إلى تقليل عدد موظفيه، والاعتماد بشكل أكثر على البرامج مايعني أن الموقع قد يحذف أحياناً “محتوى قد لا يشكل انتهاكاً لسياساتنا”.

وأزال الموقع نحو 8.8 ملايين شريط فيديو من أصل 9 ملايين، في الفصل الأخير من عام 2020، حيث حُذف نحو 36% منها قبل حتى أن يشاهدها مستخدمو يوتيوب، وفق مارصدته البرامج الذاتية التشغيل.

ليؤكد متحدث باسم يوتيوب “حين نُبلغ عن أي فيديو أو حساب حذفا عن طريق الخطأ، نعمل سريعاً على إعادته”.

ووثقت هذه المقاطع المصورة الضربات الجوية التي نفذتها قوات السلطة على معاقل الفصائل المعارضة، وما أسفرت عنه من قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأطفال ومن دمار، ناقلة للعالم مشاهد قاسية من هجمات النظام بالأسلحة الكيماوية، فيما أظهرت وحشية “المتشددين” الذين استولوا على مناطق واسعة في سوريا ونفذوا إعدامات غير مسبوقة.

اقرأ: ذاكرة في أرشيف.. ناشط سوري يوثق تاريخ الثورة


وتعدّ مقاطع الفيديو التي التقط غالبيتها ناشطون سوريون على الأرض، مرجعاً لصحافيين ومحققين، للاطلاع على ما يجري في بلد يشهد نزاعاً تعددت أطرافه.

ورغم عمليات الحذف، فلايزال الانترنت يضم أرشيفاً كبيراً، ويقول نيك ووترز من موقع “بيلينغ كات” المختص بالتحقيقات عبر المصادر المفتوحة لوكالة “فرانس برس”، “لدينا كمية مشاهد من الحرب السورية أطول من الحرب نفسها”.

ويعتمد موقع “بيلينغ كات” على تحليل صور ومشاهد من سوريا للتحقيق في مزاعم حول هجمات كيماوية، بحيث يعد الموقع أحد أبرز المراجع التي تعتمد على المصادر المفتوحة، فيما لجأت “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” وعدة منظمات حقوقية إلى المصادر المفتوحة للتحقيق في صحة هذه الهجمات.

وقد تلعب الصور والفيديو والمعلومات التي نشرها مواطنون على منصات التواصل الاجتماعي، دوراً في المستقبل كأدلة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وفق خبراء.

وأكد ووترز “كل فيديو أو صورة.. عبارة عن حقيقة رآها شخص ما”، مشددااً أنه “عبر حذف مقاطع الفيديو، خصوصاً تلك العائدة لأشخاص قتلوا.. تُدمر كبرى مواقع التواصل الاجتماعي الأدلة”.

الجدير بالذكر أنه وفي الآونة الأخيرة عملت منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على الانترنت، على إغلاق الكثير من الحسابات ومواقع لناشطين تتهم بنقل أخبار الثورة السورية والسوريين، ودفع ذلك الناشطين لإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد “فيسبوك” بمحاولة منهم لإظهار الصورة الحقيقة وعدم طمس الوقائع وإزالتها، تحت وسم (#فيسبوكيحاربالثورة_السورية) و (#FBFightsSyrianRevolution)

وجاء في بيان الحملة الذي نشر في اللغتين العربية والإنكليزية: “بينما نحاول أن ننقل لكم الحقيقة حول ما يجري في سوريا من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك يقوم بإغلاق هذه الحسابات على منصته، ليسكتنا ويدفن الحقيقة حول الثورة السورية”.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *