أخبار

مكائد روسيّة في القرار الأممي لتمديد آلية المساعدات للشمال السوري.. هل تنجح؟

بعد معارضة روسيّة كبيرة وتهديد باستخدام حق الفيتو ، قرّر مجلس الأمن الدولي الاتفاق على  تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من معبر باب الهوى الحدودي لمدة عام وعلى مرحلتين.

وأعلن المجلس الموافقة بالاجتماع على التمديد، في حين ظلت بعض البنود محلَّ شك في ماهيتها بين الموقف الروسي والجهات الدولية الأخرى.

وفي أثناء ملاقاة قرار مجلس الأمن ترحيب دولي من عدت جهات وشخصيات أممية من بينها تركيا وأمريكا ، وحالة ارتياح في عموم المناطق شمالي البلاد، التي كانت تخاف قطع آخر شريان للمساعدات عن المنطقة بفيتو روسي، إلا أن جزء مفقود لايزال يحتاج لتوضيح في نص القرار الوارد عن روسيا، والنص الوارد عن واشنطن.

وبينت تقارير إعلامية حول تصريحات المندوبين الروسي والأمريكي في مجلس الأمن، يوم أمس، واللذان رحبا بتمديد قرار آلية إدخال المساعدات إلى سوريا، ولكن تصريحاتهما كانت تشوبها التناقضات ، في بند المدة الزمنية المقررة للقرار، قالت المندوبة الأمريكية، إنها لمدة 12 شهراً بينما قالت روسيا إنها لمدة 6 شهور فقط.

فيما رحبت العديد من الدول بينها “فرنسا وبريطانيا” بالقرار الذي قالوا إنه لمدة عام كامل، ولكن هذا الأمر تعارض مع كلام المندوب الروسي والذي قال إنه لـ 6 أشهر فقط، فكيف ذلك؟

من جهتها رحبت روسيا بالقرار الأممي عبر مندوبها في مجلس الأمن ” فاسيلي نيبينزيا ” على عكس  تهديداتها باستخدام الفيتو ضد أي قرار، وقال “نيبينزيا” إنه وعلى الرغم من كل المعوقات والخلافات تمكن المجلس من الاتفاق على آلية لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، كما شكر أعضاء المجلس وقدر جهود الأمريكيين لاستخلاص  هذا القرار.

شاهد: معبر باب الهوى الحدودي في سوريا.. أين يقع؟ وما هي أهميتة؟

 

وقال “نيبينزيا”، في حديثٍ له: بحسب ماصرح بعض العاملين في المجال الإنساني شمال غرب سوريا ، فإنّ القرار الأول الذي يسعى لعملية تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية “عبر الخطوط”، أمر في غاية الخطورة .

ولفت إلى المفارقة الكبيرة بين مصطلح  “عبر الحدود” و “عبر الخطوط”، فالمصطلح الأول يعني أن المساعدات تدخل عبر الحدود مع الدول، وهي حدود دولية، منها عبر تركيا من خلال معبر باب الهوى.

أما المصطلح الثاني فإن المساعدات تدخل عبر خطوط السيطرة بين السلطة السورية والمناطق الخارجة عن سيطرتها، و ربما يكون معبر سراقب أو أي معبر آخر يتم التوافق عليه بين روسيا وتركيا لاحقاً.

وأوضح “نيبينزيا” : أن أعضاء مجلس الأمن قد أعطوا الأوامر لاستكمال تدابير بناء الثقة تدريجياً حتى يتم استبدال إيصال المساعدات من الحدود إلى الخطوط،وسيتم متابعة هذا الأمر عن كثب ويقوم الأمين العام بتسليم تقرير موضوعي عن سير عمل باب الهوى الحدودي، كما سيجهز أيضاً تقارير عن إطلاق عمليات تسليم عبر الخطوط وذلك خلال الستة أشهر القادمة.

هل تنجح روسيا بإغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا؟

بدوره أوضّحَ السيد “فضل عبد الغني” مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان : هذا خلال حديثه لشبكة “شام الإخبارية”، حيث قال: إن “القرار لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد التلقائي لستة أشهر أخرى، بعد تقييم يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة لدخول المساعدات، والذي على الأغلب سيطالب بتمديد القرار ويتم تمديده بدون اجتماع المجلس”.

وبحسب تقدير “عبد الغنى”فإنّ القرار الحالي فيه بعض  سلبيات، منها:ربط موضوع ” التعافي المبكر” باللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي تعمل من دمشق ولا تعمل عبر الحدود.

إضافة لسلبية تتعلق بمطالبة روسيا عبور بعض المساعدات لمناطق سيطرة السلطة السورية عبر خطوط التماس، لافتا إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) هو من يقرر كمية المساعدات التي ستدخل والمناطق التي ستشملها.

في حين يرى متابعون للملف الإنساني السوري : أن روسيا تسعى بشكل تدريجي لتحجيم الملف الإنساني وسحبه لصالح السلطة السورية ولكن عبر مراحل، أولها بدأ بوقف دخول المساعدات من جميع المعابر وحصرها بمعبر واحد، من ثم المطالبة بفتح معابر مع السلطة السورية من باب إنساني باسم “خطوط التماس”، وطرح موضوع “التعافي المبكر”، لتحقيق اعتراف جزئي للسلطة السورية حالياً، والتمهيد لسحب الملف الإنساني كاملاً لاحقاً.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *