أخبار

المسرح السوري في العالم …

فارس الذهبي

في هذه الأيام وتحديداً مع بدايات عام 2019 ، يمكن للمراقب العاجي تسجيل أكثر من خمسة عشر إى عشرين عرض مسرحي سوري منتشر حول العالم ، في عموم أصقاع أوروبا ، من اصغر بلداتها إلى أكبر عواصمها ومهرجاناتها ومسارحها العريقة ، في الولايات المتحدة وبقية العالم .

إنها ظاهرة غريبة لم نكن لنحلم بها قبل عشر سنوات على الأقل حينما كان ما يسمى ب “مديرية المسارح والموسيقا” تتحكم بمجرى أحداث و مسير التيارات المسرحية في سوريا ، عبر لجان قبول و لجان قراءة وموافقات أمنية ورقابية تمترس على النص المسرحي السوري و من ثم على أليات الانتاج التي لم تكن تلاءم إلا القلائل من الفنانين المسرحيين في سوريا ..ومع ذلك كان للمسرح السوري صولة وجولة عربية كبيرة بل وحتى سمعة لا بأس بها على الصعيد الاقليمي ..ولكن كل ذلك كان يتجاهل بشكل كبير جيل الشباب الصاعد ، الذي يحمل مطرقة تكسير كل القوالب والأطر و الطرائق و الأساليب والمدارس التي كانت مكرسة في بلدنا ،ومثل أي صراع في اي مجال في التاريخ ، فإن الجيل القديم ممن يمارسون الفعل المسرحي في سوريا وصولاً حتى العام 2010 ، كانوا في صراع وجودي حقيقي مع جيل الشباب المسرحي الذي كان يدفعهم مع كل عرض شبابي جديد ” خجول و مصرح به من الرقابة ” يدفعهم إلى الخشية من الخروج من اللعبة المسرحية مثل كل تطور اجتماعي تخضع فيه الأجيال إلى فكرة الصعود والازدهار ومن ثم الأفول .

ولكن مع خروج المسرحيين من سوريا أسوة بالملايين من الشعب السوري ، أتيحت لهم فجأة فرص التعبير عن رؤاهم و تصوراتهم و أفكارهم لمسرح جديد حقيقي على خشبات المسارح العالمية المتناثرة هنا وهناك ، منهم من يجرب ومنهم من يكرر من سبقه ومنهم من يكرر نفسه ومنهم من يبتكر أشكالاً و مناهج جديدة .

قصص وروايات و حكايا سوريا ، باتت اليوم على جميع مسارح العالم وبكل لغاته، المسرح السوري تفجر و انتشر مثل حبة الفطر  وكل قطعة منه تنتج مسرحاً جديداً ، فرقاً وأفراداً سيراكمون تغييراً حقيقيا في تجربة المسرح العالمي الذي ستكون الاضافة السورية فيه ذات قيمة و أساس للتغيير المسرحي الجديد في أقدم فن عرفته البشرية .

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *