أخبار

رسالة إلى المؤتمِرين في الرياض

أسامة أبوديكار 

رسالة إلى المؤتمِرين في الرياض … مما لا شك فيه، أنكم تعلمون حجم الكارثة السورية التي قاربت على عامها الخامس، وحجم الدمار الهائل الذي لحق بالبلد، أرضاً وشعباً، وسماء سورية، كأرضها، أصبحت مرتعاُ وملعباً للقاصي والداني.

كل الدول شاركت وتشارك في تزايد المأساة السورية، ولا صديق حقيقي للشعب السوري، فالكل يبحث عن مصالحه، على حساب سورية وشعبها. ومن المؤكد أنه ليس خافياً عليكم الوضع الاقتصادي الكارثي الذي وصل إليه المواطن، فلم نعد نتحدث عن خط الصفر، بل ما هو أقل بكثير من خط الصفر والمجاعة والحالة التي لا تُطاق ولا تُحتمل، وطبعاً كل ذلك بذمة النظام والمعارضة معاً. لن أُجاملكم، حيث أن السوريين فقدوا الثقة في كل اللقاءات والمؤتمرات، فلم يجن السوريين مما سبق أي شيء من تلك اللقاءات والمؤتمرات، إلا المزيد من القتل والدمار والفوضى. ترفعوا عن الخلافات الشخصية والمصلحية، ولا تنافسوا النظام على كرسي أو مقعد أو منصب، فحديث الشارع والناس يقول: لولا ضعف المعارضة وتشتتها وبحثها عن مصالحها، لما استمر الوضع إلى ما هو الآن. لسان حال الناس يقول: هل خيارنا هو بين الكوليرا والطاعون؟! عليكم إثبات أنكم تعلمتم مما مضى، وأنكم تضعون مصلحة سورية الوطن قبل أي مصلحة فردية. لا تستمعوا لمن يقول أنه عليكم العودة لسورية على ظهر دبابة أجنبية أو عربية، فالعراق نموذج لأمثال من عاد ممتطياُ ظهر دبابة، فلا استقر العراق ولن يستقر بوجود أمثال من باع وطنه. عودوا إلى التاريخ واقرأوه جيداً، فبلاد الشام كان يميزها تعدد الألوان فيها، فإياكم والتفريط بطيف اللون السوري، فهذه جريمة لن تعفيكم من العقاب أمام العالم والله. بلاد الشام التي أجمعت على سلطان باشا الأطرش ” الأقلوي الدرزي” قائداً للثورة السورية الكبرى، وبلاد الشام هي من كان رئيس وزرائها فارس الخوري” المسيحي”، وفي بلاد الشام كان تُدق اجراس الكنيسة، مع أصوات المآذن. اعلموا جيداً، أنه لا مكان في سورية المستقبل للمتشددين والطائفيين، كما أنه من المستحيل أن تعود سورية، بعهدة حزب واحد أو نظام شمولي.. فذلك العهد قد مضى.. أقول لكم بأنها الفرصة الأخيرة لكي تعوا المشهد السياسي العام، واعملوا بأن يكون الحل سورياً سورياً. وإن فشلتم، فاعلموا أنه لا مكان لكم في سورية.

*أسامة أبو ديكار – صحفي سوري  

التعليقات: 1

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *