أخبار

الطفل السوري محمد الحسين يد والده التي سلبتها منه رصاصة طائشة

يعيش الطفل السوري محمد الحسين، حياة قاسية مثل معظم أقرانه في الشمال السوري، بسبب قساوة الظروف وصعوبة الحياة، ولكن رغم ذلك لم يتوقف عن متابعة تعليمه وظل متمسكا بحلمه.

بدأت معاناة محمد مع الحياة منذ بلوغه سن الثامنة، حيث بدأ يرافق والده إلى المتجر الصغير (الدكان) التي يملكها، وبات يساعده في عملية البيع، حيث سبق وتعرض والد الطفل إلى طلقة طائشة في رأسه أدت إلى إعاقة دائمة تمثلت بشلل في يده ورجله، لازمته طوال حياته.

لدى محمد 7 أخوة وأخوات ويعمل مع والده من أجل إعالتهم وتأمين متطلبات الحياة اليومية، والسعي لعيش حياة كريمة بعيدا عن سؤال الناس.

لم تتوقف معاناة الطفل عند هذا الحد، بل تعرض منزلهم الواقع في بلدة حاس بريف دمشق الجنوبي إلى القصف، وكان حينها يعمل في المحل التجاري، ما أدى لإصابة والده وشقيقته الصغيرة ودمار المنزل بشكل كامل.


وعلى إثر القصف بقي والد محمد وشقيقته بالمشفى لعدة أشهر، حيث كان واجباً عليه الذهاب صباحاً لجلب احتياجات البقالة وبيع المواد الغذائية، وفي المساء جلب احتياجات المنزل حتى عودته والده من المشفى.

وعلى الرغم من حالة والده الصحية وعمله الطويل لم يمنعه من مواصلة تعليمه حيث كان يقرأ دروسه في المحل التجاري، وبعد عودة والده للعمل عاد إلى المدرسة، حيث يقوم بعد الانتهاء من الدوام بالذهاب للمحل والعمل فيه.

اقرأ أيضا: يعمل في جمع المواد البلاستيكية لتأمين مصروفه … حكاية الطفل يحيى اللاجئ في لبنان

النزوح يزيد معاناة الطفل وعائلته

بعد كثرة القصف على بلدة محمد نزح مع عائلته باتجاه أحد المخيمات في منطقة سرمدا وعلى إثرها قاموا بافتتاح محل لبيع المحروقات، ويعمل فيه محمد ووالده حيث يقوم محمد بجلب المحروقات من الكازيات وبيعها لسكان المخيم.

ويقول والد الطفل لموقع أنا إنسان: “طفلي محمد بلغ الآن 13 عشر عاماً وهو يساعدني منذ أكثر من 5 سنوات في العمل، حيث اعتمد عليه في عمليات البيع والشراء وجلب احتياجات محل المحروقات وكذلك تلبية طلبات والدته”.

ويضيف: “محمد يساعدني في العمل داخل المحل عقب رجوعه من المدرسة، وهو لا يقصر في جانب التعليم، وفي العمل أقوم بتوجيهه لتعبئة الديزل والبنزين للسيارات والدراجات النارية، فيما أقوم باستلام الحساب من الزبائن”.

من جهته يقول الطفل: “بعد اشتداد القصف على المنطقة لم نُغلق المحل، وقمنا بتأمين أهلي بالمخيمات والبقاء في القرية، حيث كنت أصل للعمل بعد الظهر، وأبقى حتى المساء، لكي نستطيع جني مربح يبلغ نحو ٢٠ ليرة تركي بشكل يومي”.

ويتابع” رغم مساعدتي لوالدي لا أريد ترك المدرسة، وأحاول كتابة الوظائف والدراسة خلال المساء، خصوصاً بعد أن أصبح الدوام غير منتظم، بسبب الأوضاع الأمنية ونزوح كثير من السكان إلى المخيمات الحدودية”.

وتمكن محمد مع أسرته من الحصول على خيمة في مخيم الضياء في منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي ولكنها لا تكاد تؤوي العائلة التي تضم 8 أولاد وأبويهما في ظل ظروف المعيشة الصعبة التي يعاني منها أغلب سكان المخيمات الحدودية.

خاص أنا إنسان – أحمد السليم

 تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *