أخبار

دانيال مقلد … طفل من السويداء قتل ثلاثة دواعش قبل استشهاده

اسمهان أبو عسلي – السويداء – خاص أنا إنسان

كنا نشاهد في بعض الأحيان تحركات لهم في عمق البادية لكننا لم نكن نتوقع أن يتقدموا باتجاهنا.

في قريتنا عدد كبير من الرجال المغتربين المسافرين خارج الوطن لكي يوفروا لعائلتهم حياة كريمة وكعادة قريتنا الهادئة خيّم الليل على البيوت الريفية البسيطة وغفى الأهالي كعادتهم في اطمئنان ولم يفكر أحد للحظة أنها ستكون ليلة دموية أو أن مكروهاً سيصيب قريتنا.

يتابع سامر حديثه: استيقظنا حوالي الرابعة  فجراً أو بعدها بقليل على صوت إطلاق نار كثيف ففزع أهالي  القرية بسرعة ليتبين أن هناك هجوماً علينا من شرق القرية، في البداية ظنناه هجوماً من بعض البدو ثم اتضح بأنهم إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

كل من كان معه سلاح من أبناء القرية بدأ بمقاومتهم، ولم أتفاجأ عندما شاهدت شباب القرية المتواجدين قد لبوا النداء، ولكن المفأجاة كانت عندما لمحت ابن جارنا ناصر (دانيال مقلد) وهو يشتبك معهم.

يكمل سامر كلامه: لا أدري كيف سأصف هذا الطفل الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره في الواقع هو طفل ولكنه بقوة مئة رجل، هذا الطفل كان مارداً أمام هؤلاء الإرهابين فقد جعلهم يخافونه، لم أتوقع للحظة أن يكون هذا الطفل المدلل رجلاً أكثر مني، وأن يتمكن من حماية منزله من قطعان التنظيم.

عندما تسلل هؤلاء المجرمون بين المنازل القرية وبدؤوا بقتل الناس ما كان من دانيال إلا أن أخذ السلاح الموجود في المنزل في ظل غياب والده وصعد إلى السطح، بهدف إلهاء الإرهابيين عن المنزل ريثما تتمكن أمه وشقيقاته ومن كان لديهم من ضيوف من الهرب إلى مكان أكثر أمناً.

يتابع سامر باكياً: تمترس دانيال على سطح منزله وكأنه شخص متمرس في القتال ثم اشتبك معهم هذا الطفل وأنا أراقب مايحدث، لم أتمكن من تقديم شيء له، لقد كنت عاجزاً تماماً أمام رجولته، حيث استمر اشتباكه معهم فترة من الزمن بالرغم من تفوقهم عليه بالخبرة القتالية والعتاد لكنه تمكن من الصمود أمامهم فترة تمكن خلالها من قتل أحدهم، الأمر الذي جعلهم يصابون بالجنون مما حدث فصبوا كل حقدهم عليه وازداد الاشتباك ضراوة  إلى أن فرغت الذخيرة من دانيال عندها تمكن هؤلاء الظلاميون من قتله برصاص حقدهم، تبين بعد ذلك أن دانيال كان قد قتل خلال الاشتباك ثلاثة من هؤلاء الإرهابين لا واحد فقط، فقاموا بالانتقام من منزله الذي لم يتجرؤوا على دخوله بل قاموا بإطلاق نار كثيف عليه وباتجاه جثمان الطفل الشهيد ثم قاموا بإشعال النار في منزل أبو دانيال.

كانوا خائفين من روح هذا الطفل المعجزة حتى قاموا بكل هذا التخريب، وكأنهم كانوا يخشون أن تعود روحه لتنتقم منهم.

يتابع سامر: لقد خسرنا العديد من شبابنا في هذا الهجوم لكن دانيال أشعرنا بأنه خسارة لكل بيت في قرية رامي فما فعله كان فعلاً رجولياً بحق.

لايمكنني إلا أن أطلب له الرحمة والأهم من ذلك أن يفهم كل من يريد الاعتداء علينا أننا نحمل روح دانيال في الاستبسال والشجاعة مهما اختلفت اسماؤنا، هذا الطفل الذي أصبح بشهادته قدوة لأعتى رجال المحافظة.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *