أخبار

ميليشيات إيران في الساحل السوري.. تعرف عليها

مع بداية انطلاق الثورة السورية أطلق النظام يد شبيحته الموالين له في الساحل السوري لقمع المظاهرات السلمية، وتوسعت هذه الميليشيات التي كانت فيما سبق تتبع لعائلة الأسد فقط بشكل كبير، وأصبح لها سلطة توازي قوة الأجهزة الأمنية، حيث شكلت سجون خاصة بها، وكان لها القدرة على القيام بعمليات اعتقال وتصفية دون الرجوع لأحد، وأخذ دورها يتصاعد تدريجياً حتى بات بعضها قوة تنفيذية لجهات خارجية مثل روسيا وإيران.

وفي هذا التقرير يسعى موقع (أنا انسان) لعرض أبرز المليشيات المتواجدة حالياً في الساحل السوري، وتبعية كل منها، وأعداد عناصرها، ومصدر قوتها، ورواتب شبيحتها.

شاهد بالفيديو :الوجود العسكري الإيراني في سوريا | مؤشر الحدث

ميليشيات أيمن جابر

تعتبر مليشيا “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر” التي تتبع لرجل الأعمال الشهير في الساحل السوري أيمن جابر صهر عائلة الأسد (زوج ابنة كمال الأسد) وأخوه العقيد محمد جابر أبرز مليشيات الساحل السوري وأقواها عتاداً وسلطة، حيث بدأت هذه المليشيات في أواخر العام 2013 بضم عشرات المتطوعين من أبناء القرى الموالية، مقابل رواتب شهرية تراوحت بين 75 و100 دولار، بتمويل من أيمن جابر الذي يعتبر من أبرز رجال الأعمال في المنطقة.

وخلال هذه الفترة شاركت هذه المليشيات بشكل فاعل في معارك ريف اللاذقية وتدمر، وأوكل لها مسؤولية حماية آبار الغاز في ريف حمص، كما يعتبر أيمن جابر هو صاحب فكرة براميل الموت التي تلقى يوميا على المدن السورية، حيث حول مصنع الحديد التابع له إلى مركز لصناعة هذه البراميل.

توسعت سلطة آل جابر كثيراً في الساحل السوري، حتى نافس وفق تأكيد ناشطين في اللاذقية سلطة آل الأسد، ووصل عدد قواتها إلى 2500 مقاتل، وتم تكريم العقيد محمد جابر قائد مليشيا “صقور الصحراء” من قبل الضباط الروس في حميميم، بعدما أطلق اسم الضابط الروسي القتيل الذي أسقطت طائرته «أوليغ بيشكوف» على إحدى العمليات التي قادها في ريف اللاذقية.

شاهد بالفيديو:ما المواقع الإيرانية التي قصفتها إسرائيل في سوريا؟ | ما تبقى

لكن في العام 2017 تعرضت هذه المليشيا لمواجهة مباشرة مع آل الأسد بعد تسريبات تحدثت عن تعرض محمد جابر لموكب في اللاذقية كان فيه بشار الأسد، ودخوله قبلها بصراع مع ابن منذر الأسد،  وهو ما أدى لصدور قرار بحل جميع المليشيات التابعة لآل جابر في الساحل السوري، والحاقها بـ “الفيلق الخامس” الذي تشرف عليه القوات الروسية.

رغم حل هذه الميليشيات وتراجع أعداد منتسبيها  إلا أنّ نفوذ آل جابر لم ينته نهائيا وفق ما يؤكد الناشط الإعلامي في مدينة اللاذقية أحمد اللاذقاني حيث تحوّل عناصر هذه المليشيا للقيام بأعمال التهريب، وما تزال بعض القرى في ريف اللاذقية تعتبر مناطق سيطرة لها لاسيما أنّ آل جابر يحظون بدعم قاعدة حميمم الروسية.

مليشيا يسار الأسد

تولت “سرايا العرين 313” منذ بداية أحداث الثورة السورية الإشراف على الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القرداحة، وتوسع نفوذها بعد عام 2013 بشكل كبير بفضل دعم رامي مخلوف عبر جمعية “البستان الخيرية” لها، حتى أصبح أعداد منتسبيها بالمئات وتظهر صفحات التواصل الاجتماعي سقوط العديد من مقاتلي هذه الميليشيا في معارك ريف اللاذقية ضد قوات المعارضة، كما تولت وفق مصادر محلية في اللاذقية مسؤولية عدة حواجز هامة في اللاذقية خلال السنوات الماضية، وكانت مسؤولة عن اعتقال مئات الشبان على حواجزها واختفائهم.

 

شاهد بالفيديو :أبرز الميلشات الايرانية المقاتلة في سوريا

وتعتبر هذه الميليشيا وفق المصادر المحلية واحدة من أكثر الميليشيات المنتشرة وحشية وإجراماً، يقودها “يسار الأسد” ابن طلال الأسد الذي يلقب نفسه بـ “الحارث”، ومعظم المنضمين لهذه المليشيا هم من مروجي المخدرات و”حبوب الكيف”، وأصحاب السوابق والجنايات، ومقراتها الرئيسية تتوزع  في القرداحة وقراها وفي منطقة الفاخورة بريف اللاذقية.

ورغم انسحاب هذه المليشيا مؤخراً من جبهات ريف اللاذقية، وإزالة حواجزها من مركز المحافظة، إلا أنها ما تزال حاضرة بقوة ولم تؤثر الضغوط الروسية المتصاعدة على النظام لحل المليشيات في إزالتها بالكامل، وفق ما تؤكده إفادات مصادر محلية في اللاذقية أكدت لموقع “أنا انسان” أنّ المليشيا المذكورة ما تزال تقيم الحواجز في الطرق الواصلة لمدينة القرداحة.

كما ذكرت “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة قبل قرابة ثلاثة أشهر أنّ هذه المليشيا “أجبرت عشرات التجار في مدينتي اللاذقية وجبلة على دفع أتاوات مالية لصالحها، قدرت بملايين الليرات السورية، بحجة دعم معركة ادلب وتحت تهديد الخطف والإعتقال”.

وحول تبعية هذه المليشيا وأجنداتها أكد مسؤول “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي لموقع “أنا انسان” أنّ لهذه الميليشيا ارتباطات كبيرة بعائلة مخلوف، وهي قريبة من مليشيات ايرانية، ودخلت قبل مدة بصراع مع القوات الروسية حين هدد ابن طلال الأسد باستهداف قاعدة حميميم في حال أي هجوم على أفراد مليشياته.

ميليشيا سهيل الحسن:

رغم حداثة تشكيلها في الساحل السوري والتي لم تتعدى أكثر من ثلاث سنوات إلا أنّ مجموعات تتبع للعميد في قوات النظام “سهيل الحسن” باتت اليوم واحدة من أكبر المليشيات نفوذا في الساحل السوري، وتضم مليشيات “الحسن” مدنيين متطوعين، وتعمل بصورة مستقلة عن القوات النظامية، ويتلقى أفرادها بحسب مصادر محلية في اللاذقية رواتب تقدر بـ 60 ألف ليرة.

وتتولى هذه المليشيات دعم العمليات القتالية حاليا في ريف إدلب كما تنشط هذه المليشيات وفق تأكيد العديد من المصادر المحلية في عمليات التهريب ويتولى مسؤوليتها ضباط يتبعون بشكل مباشر لسهيل الحسن.

ومن أبرز التسميات المتداولة لهم “مجموعات النمر” في اللاذقية و”بواشق جبلة” و”فوج البواسل” ، ووفق مسؤل “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي فإن هذه المجموعات تحظى بسلطة كبيرة تفوق سلطة الأجهزة الأمنية في اللاذقية وهي مستمدة من الدعم الروسي للعميد سهيل الحسن.

ووفق جبلاوي فإنّ اللافت في هذه المجموعات هو” ضمها مقاتلين من أعمار كبيرة بعضهم عمل كمخبرين لدى أجهزة النظام الأمنية لسنوات”، وقد توسعت أعداد مقاتليها بشكل لافت قبل البدء بمعركة ادلب (يقدر بـ 700 مقاتل)، وظهرت صور عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مشاركة هذه المجموعات في مقدمة القوات المقتحمة.

شاهد بالفيديو :تعرف على مصادر تمويل ميليشيات إيران الجديدة لقتل السوريين – سوريا

مليشيات الدفاع الوطني

منذ عام 2012 تشكلت في الساحل السوري ميليشيا رديفة لقوات النظام  ضمت عدد كبير من شبيحته الموالين له باسم “الدفاع الوطني” عملت بقيادة ابن عم بشار الأسد “هلال الأسد”، على مشاركة قوات النظام في معاركه، وتولت مسؤولية إقامة الحواجز الأمنية في مناطق سيطرة الأسد.

حظيت ميليشيا “الدفاع الوطني” بسلطة كبيرة بداية الأحداث، وكان لها معتقلات خارجة عن سيطرة قوات النظام في المدينة الرياضية باللاذقية، والمركز الثقافي بجلة ، لكن بعد مقتل هلال الأسد في العام 2014 في ريف اللاذقية تفكتت هذه المليشيات إلى مجموعات متفرقة مارست أعمال القتل والابتزاز والخطف والسرقة حتى صدر في العام 2017 قرار بحلها.

ورغم عدم وجود مقرات للمليشيا المذكورة حاليا وهروب قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة جبلة آيات بركات واعتقال عدد من مساعديه بعد اكتشاف ضلوعه في عشرات عمليات الخطف، وتزوير الوثائق، إلا أنّ مجموعات الميليشيا ماتزال تنشط في عمليات الخطف والقتل بين فترة وأخرى وفق ماتؤكده مصادر محلية في اللاذقية، وأضافت المصادر المحلية لموقع “أنا انسان” أنّ عدد كبير من أفراد هذه المليشيا حتى اليوم يحتفظون بسلاحهم الخفيف، ويمتلكون سلطات نافذة ضمن أجهزة النظام.

وبالإضافة إلى الميليشيات المذكورة تنتشر في الساحل مجموعات متفرقة أعدادها بالعشرات بعضها يحمل أسماء عقائدية مثل مليشيا” أسود الحسين” التي يقودها المدعو حسن الأسد، و”كتائب الامام علي” بالإضافة لمجموعات أخرى تعمل بدعم مباشر من ميليشيا “حزب الله” اللبناني وهذه جميعها تتبع بشكل علني لإيران.

 

حسام الجبلاوي

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *