أخبار

غادرت سورية بعد اعتقالي … وبدأت حياتي من جديد

لافا خالد – خاص ” أنا قصة إنسان ”  

رغم أن الوضع المادي لعائلتي كان ميسوراً إلا أن والدي دائما كان يحثني منذ الصغر على العمل في العطل الصيفية بعد الدراسة طبعا، وذلك لكي أتمكن من الاعتماد على ذاتي وأخوض تجربة الحياة القاسية بنفسي.

اسمي فرهاد ابراهيم من ديريك المالكية، عملت في مجالات كثيرة، منها العمل كبائع متجول، إلى بائع خضار في الأسواق، لكني التزمت بدراستي وبعد الانتهاء من الثانوية تركت مدينتي الصغيرة (ديريك )  وانتقلت إلى العاصمة الكبيرة دمشق وذلك لكي أكمل دراستي في الجامعة.

 درست في كلية الآداب (قسم الإعلام) في جامعة دمشق تعليم مفتوح كان… بإمكاني أن ألتفت إلى دراستي فقط ولكني لم أستطع البقاء دون العمل، لذلك قررت العمل الى جانب الدراسة. وبهذا كنت أدفع تكاليف الجامعة الباهظة ومستلزماتها وأقساطها.

12746423_1169794079698673_1392993696_nبحثت عن عمل يكون مناسباً لدراستي ويكون مقبول مادياً، حيث استطعت الحصول على عمل في إحدى الشركات اللبنانية المختصة في مجال التسويق، وبعد أول يوم لي في العمل اكتشفت في الشركة أن هناك خطة تطوير وطمحت أن أصل إلى مرتبة الإدارة في الشركة، ومن أجل ذلك كنت دائماً أتقمص شخصية المدير وأكرر حركاته في الاجتماعات الصباحية… بعد المثابرة والعمل سنحت لي الفرصة بعد مضي سنة من وجودي في الشركة لأن أنتقل مع أحد المدراء لفتح فرع جديد لنا في مدينة حلب ثاني أكبر مدينة في سورية، وأصبحت مساعداً له…

 بعد فترة من الزمن استطعت تأسيس أول شركة تسويق باسم ((تارغيت)) وحققت هذه الشركة نجاحاً كبيراً، حيث ساعدنا بتوظيف 70 موظف وموظفة معنا في العمل، لكن كما هو معروف عن المخابرات الجوية السورية بالهجوم على أية مجموعة تقوم بعمل ما فقد تدخلوا وقاموا بإغلاق مكتبي واستدراجي إلى التحقيقات أكثر من 15 يوماً حتى وصل التوقيف والسجن لمدة أسبوع بتهمة إنشاء تجمعات كردية.

12736361_1169794143032000_751135029_nهذا الحدث كان سبباً لمغادرة الأراضي السورية والتوجه إلى إقليم كردستان في عام 2010…وبعد وصولي إليها تعرفت على أشخاص كان لهم دوراً كبيراً في حياتي الجديدة، العديد من الأصدقاء وقفوا بجانبي لأدخل مجال الاعلام، بدأت تجربتي الأولى من خلال العمل كمراسل في إحدى المواقع الإخبارية، ومن خلال العمل والاجتهاد في مجال الإعلام حصلت على فرصة ورعاية السيد رئيس مجلس الوزراء نيجرفان بارزاني، وذلك لإحدى مشاريعي في الإقليم، ومن الأعمال التي قمنا بها أيضا التنسيق مع الإعلامي الأستاذ أحمد الزاويتي لتنظيم دورات تدريبية لمجموعة من الشباب والشابات السوريين في مخيمات اللجوء السورية في كردستان، ومن خلالها حقق مجموعة منهم التفوق واستفادوا من هذه التجربة “الدورات المكثفة” , وبذلك تم توزيعهم على أماكن العمل، وإضافة إلى ذلك، قمنا بدعم عرض فيلم (( الطريق الى حلب )) للمغترب السوري ( شيار عبدي ) في الاقليم ، ووقفنا بجانب المئات من الشباب ومساعدتهم في تأمين فرص عمل ، وابتكار طرق وأساليب جديدة للوظائف.

وعلى الصعيد الإعلامي…أنجزنا دورات رائدة في مجال العمل الصحفي، منها:

_دورة تقرير خبر تلفزيوني بالتنسيق مع الإعلامي أحمد الزاويتي، وذلك لإيجاد فرص عمل لمعظم المشاركين في الدورة.

_دورة تأهيل فندقي ودورة تدريب على العمل في المطاعم والفنادق وذلك بإقامة ورشات تدريب داخل المخيمات بالتنسيق مع بعض المنظمات الموجودة داخل المخيم لتأمين فرص عمل لأكثر من ٥٠٠ شاب.

_دورة تدريب بطاقة الطالب الكردستاني برعاية رئيس الوزراء.

_توزيع أكثر من ٧٠ ألف هوية على طلاب جامعات في الإقليم.

_ بطاقة الرعاية الصحية وزعت على النازحين العراقيين بالتعاون منظمة برزنجي الخيرية.

إدارة شركة تارغيت في أربيل هم سوريون، وباقي الموظفين من أكراد عرب ومسيحيين من العراق.

 التصميم على النجاح والإبداع لازال مستمراً بالرغم من بقعة السواد الكبيرة التي تحيط بِنَا كسوريين جميعاً.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *